[b]العلم ..ورتب الدنيا
سريعةٌ هي الدنيا ، غامضةٌ في ألغازها ،محيرة ٌفي أحوالها ، من وثِق بها نبذته ، ومن اطمئن ّإليها غرته ،
تدور رحاها ولاتستقر ، والخلق مابين مرضى بشقائها يلهثون ، أو صرعى بعنائها مَغبونون ،
ولا عبرة ولا اتعاظ.....ولكأن القوم سُكارى لايشعرون ،
ومن بين تلك الصُفوف المتنازعة ، والأفواج المتناحرة ، على حطام شهرتها ، وسفاسف رفعتها ، سلك قومٌ طريق الإيمان فكانوا حُنفاء به،
قد انبرى لحملِ الراية (أولي العلم) منهم ، يمشون مشي المُتئد ، ويَسيرون سيرة الواثق ، بأيمانهم شُعُل الإيمان ، ومَقابيس العلم ، وأنوار السُّنة ،
يهتدون ويهدون بتلك المحاضر التي حملوها ، والأسطرِ التي حرروها ، والمحابر التي طالما سَكبوها ،
تعبت والله أبدانهم ، ونصبت في الحق أجسادهم ، وسهرت من أجل العلم عُيونهم يَبغون في ذلك كلِّه هداية الأمة
لينالوا منزلة الورثة ، وليصلوا لدرجة الرفعة التي ليس وراءها.. مُبتغى ولا غاية (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)
نسأل الله الكريم بمنِّه تلك المنزلة[/b]