ستشهد بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات مشاركة أربعة سائقين صاعدين هذا الموسم بينهم واحد فقط هو المكسيكي سيرجيو بيريز سائق ساوبر ابن الحادية والعشرين أصغر سنا من سيباستيان فيتل حامل اللقب.
والأمر سهل تماما أن ننسى أن الالماني فيتل سائق رد بول لا يزال عمره 23 عاما بالنظر لكل ما حققه من صعود سريع إلى قمة البطولة.
ورغم أن فيتل لا يزال يبدو ويتصرف أحيانا كتلميذ في مدرسة فإنه وهو أصغر من حصل على نقاط في تاريخ البطولة وأصغر من انطلق من المركز الأول في أحد سباقاتها وأصغر فائز بسباق وأصغر فائز باللقب قد أظهر نضجا يتجاوز سنوات عمره.
وكان ذلك واضحا بشدة الأسبوع الماضي حين أعلن رد بول أن فيتل قد مدد عقده مع الفريق حتى نهاية عام 2014 بعدما أدار المناقشات بنفسه وبدون مساعدة وكيل أعماله.
وقال كريستيان هورنر مدير رد بول للصحفيين قبل انطلاق الموسم بسباق جائزة استراليا الكبرى في 27 مارس اذار الجاري "بالنسبة لشاب صغير مثله فإن إدارة مستقبله بالطريقة التي قام بها شيء رائع. ليست لدية مجموعة إدارة أعمال كبيرة لتقول له افعل هذا أو لا تفعل ذلك. إنه رجل مستقل ويتخذ قراراته بنفسه."
وارتكب فيتل بعض الأخطاء الكبرى العام الماضي حتى وصفه مارتن ويتمارش مدير فريق مكلارين بأنه "الفتى عاشق الحوادث" بعد اصطدامه بجنسون باتون الذي كان يحمل وقتها اللقب العالمي لكنه قام بأشياء صحيحة أكثر من الأخطاء على مدار 19 سباقا.
فالمواقف التي تعرض فيها فيتل للخذلان من سيارته أكثر من تلك التي ارتكب فيها هو نفسه أخطاء. وفي الواقع فإنه حين بدا أن الموقف سيء كشف الشاب الالماني عن قوته الحقيقية.
وقال هورنر "لو نظرت إلى أدائه في السباقات الخمسة الأخيرة خاصة بعد كوريا حين تركنا جميعا الحلبة في معنويات سيئة ونحن مقتنعون أن (سائق فيراري الاسباني فرناندو) الونسو قد حقق تقدما لا يمكن تعويضه في بطولة السائقين فإن الأكثر تفاؤلا في ذلك الموقف كان سيباستيان."
وأضاف "لم ييأس فهو لا يتوقف أبدا عن الاعتقاد بقدرته على الفوز. وفي ذلك الجزء من البطولة رفع مستواه لدرجة كبيرة وكانت تلك ظاهرة."
وفاز رد بول بتسعة سباقات الموسم الماضي بينها خمسة لفيتل وبدأ الفريق 15 سباقا من المركز الأول واحتل سائقاه المركزين الأول والثاني أربع مرات.
ويمكن اعتبار أن نجاحه في الفوز ببطولتي السائقين والصانعين للمرة الأولى سببه العمل الجماعي القوي والموارد الكبيرة وسيارة رائعة صممها ادريان نيوي ووجود اثنين من السائقين الرائعين.
ولعله يتعين على كل من فكر في أن رد بول يهمه أكثر التسويق لبيع أكبر عدد ممكن من علب مشروب الطاقة وقضاء وقت جيد أن يعيدوا التفكير في رأيهم.
فتمديد عقد فيتل ووجود أشخاص أساسيين مثل نيوي في الفريق بعث بإشارة واضحة للمنافسين بأن رد بول في طريقه لأن يصبح منافسا قويا على اللقب ولفترة طويلة.
وقال هورنر الذي تمسك هو الآخر بالبقاء مع الفريق "أعتقد أن رد بول أظهر الآن أنه ليس الفريق الذي يكتفي بنجاح محدود فلقد قطعنا طريقا طويلا في فترة زمنية قصيرة."
وأضاف "هدفي وتركيزي هو أننا بعد أن حققنا ما اعتقد كثير من الناس أنه مستحيل علينا الاستمرار وتكرار ذلك. نصف التحدي هو الوصول للقمة. التحدي الأكبر هو البقاء عليها وهذا هو هدفنا والتحدي الذي ينتظرنا هذا العام. أحتاج أحيانا لمن يهزني لأن أدرك أن رد بول قد هزم فيراري وهزم مكلارين. إنه إنجاز هائل يجعلنا اكثر اصرارا على أن نظهر أنه ليس ضربة حظ."
وبدت السيارة الجديدة سريعة ويعتمد عليها في التجارب وشعر المنافسون بالفعل بالقلق من أن حامل اللقب يدخر شيئا ما كمفاجأة لكيلا يبدو مسيطرا.
ويعد فيتل منافسا قويا ويزداد ثقة بعد أن أصبحت سيارته تحمل الرقم واحد.
وستكون المهمة أصعب على السائق الاسترالي مارك ويبر زميل فيتل والذي ينتهي عقده بنهاية الموسم الجديد وهو الذي فشل في الفوز باللقب العام الماضي بعد أن بدا الأقرب لإحرازه لكنه لا يزال مشتاقا للفوز خاصة في ملبورن.
وقال هورنر "مارك قضى فترة جيدة في الشتاء وعاد بتركيز كامل.. تخلص تماما من الإحباط الذي عانى منه العام الماضي وأعتقد أنه سيدخل موسم 2011 بحافز أكبر."
واتهم ويبر فريقه بمحاباة فيتل الموسم الماضي ووصف نفسه بأنه السائق الثاني وهو الرقم الذي تحمله سيارته رسميا هذا الموسم وقال هورنر إن الجانبين قد تعلما مما حدث.
وتابع "الأمور بالتأكيد كانت غريبة بعض الشيء العام الماضي في عدة مواقف. كان غريبا تماما لفريق أن ينافس سائقاه على بطولة العالم. ولذلك كانت هناك ضغوط إضافية. كلا السائقين تعلم من ذلك وأعتقد أن الفريق تعلم منه وأعتقد أننا كمجموعة مؤهلون بشكل أفضل للتعامل معه."