غداً تبدأ محاولة جديدة لتحقيق طموحات الكرة الإماراتية على المستوى القاري، لتتبوأ مكانة تليق بها، وتنصف الجهود الجادة والدؤوبة المبذولة للارتقاء بها من الاتحاد والأندية، ومعها الرابطة حديثة التكوين.
تركزت الانظار في المحاولات الأخيرة على اتحاد كرة القدم الذي لم يوفق إلا في تحقيق إنجاز واحد بتقلد ميدالية فضية غير مسبوقة في الآسياد، فيما أخفق في تكرار إنجازات المنتخبات السنية بالتأهل للكأس العالمية، وفي تجاوز الدور الأول لبطولة كأس آسيا التي استعصت علينا للمرة الثالثة على التوالي، وتتركز الأنظار في الأشهر القادمة على أندية دورينا، المطالبة باستعادة التواجد الإيجابي والمؤثر للكرة الإماراتية في بطولة دوري أبطال آسيا التي انطلقت عام 2003، وكانت حصيلتنا في النسخ الخمس الأول منها مشرفة، حيث فزنا بأول ألقابها، وتواجدنا في نهائي 2005 ثم نصف نهائي 2007، مع تأهل مستمر إلى الدور الثاني في النسخ الخمس.
أنديتنا الأربعة التي ترفع راية تحقيق الطموحات الإماراتية في صراع القوى الآسيوية، تحتاج لأن تستلهم هذا التاريخ القريب، فما وصل له الجزيرة على مستوى الفكر الإداري من احترافية يجعله في موقع يضاهي موقع العين صاحب اليد الطولى في إنجازات تلك الفترة، ولم يعد ينقص الجزيرة ليقتحم الصفوف الأمامية في المنافسة القارية، إلا التحلي بنفس الإصرار والتصميم لبلوغ الهدف، وحشد الدعم والمساندة اللازمة لتحقيقه.
فالفريق يحظى بثقة الشارع الرياضي، وتتوفر له كل مقومات النجاح، من نجوم محليين، ولاعبين أجانب على أعلى مستوى، وإدارة فنية بقيادة مدرب عالمي، إلى جانب تجربة كافية في هذه البطولة تؤهله لمقارعة فرق مجموعته، والتفوق عليها، بالاستفادة من دروس النسختين الماضيتين، خصوصاً في المباراة الافتتاحية على أرضه.
والوحدة يتسلح بالخبرة في البطولة المتوجة بالتأهل إلى ربع النهائي في 2004 ونصف النهائي في 2007، إلى جانب وجود كتيبة من النجوم المحليين، ومن أجيال مختلفة ستكون أقوى أسلحة الفريق صاحب الصولات في هذه البطولة، حتى في عهد نظامها القديم.
والعين الذي يشفق عليه الأغلبية في الشارع الرياضي قياساً لواقعه والمجموعة الشرقية التي وقع فيها، قادر على استعادة رباطة جأشه، والتسلح ببريق وسمعة الاسم الذي يحمله ولا يزال صدى ترديده في جنبات آسيا لم يتلاشى بعد، فأهم ما ينقص العين في الفترة الأخيرة أجانب على مستوى عالي يقوى بهم ظهر المواهب الصاعدة والأمل أن يكون للتعاقدات الجديدة هذا المفعول. أما حامل لقبي الكأس والسوبر نادي الإمارات فقد أثبت في بداية الموسم ثم مرة أخرى يوم الجمعة الماضية بأنه لا يقل قدرة على التألق والعطاء عن أي فريق من المحترفين، وإن لديه من الروح المعنوية ما يؤهله للصمود في مشاركته التاريخية.
إخفاقات النسخ الثلاث الأخيرة حولتنا من واجهة هذه البطولة إلى صفوفها الخلفية، وهذا يضعنا أمام تحدٍ كبير، يحتم تجاوز فريق واحد على الأقل دوري المجموعات في هذه النسخة، وحسابات الملعب واضحة من حيث الإمكانيات والقدرات وتجسيدها على أرض الواقع يحتاج إلى الرغبة والإصرار والجهد وقبل كل ذلك وضوح الهدف.