توقف مشوار نادي ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عند الدور الثاني بخسارته في نتيجة مباراتي الذهاب والإياب 1-صفر أمام توتنهام الإنكليزي.
وانتهت مباراة الإياب بين الفريقين اليوم الأربعاء على ملعب وايت هارت لاين في لندن بالتعادل السلبي، إلا أن توتنهام حجز مقعده في ربع النهائي بأفضلية نتيجة الذهاب عندما تغلب على ميلان في عقر داره بهدف نظيف سجله العملاق الإنكليزي بيتر كراوتش.
ولم يستطع توتنهام الحفاظ على سجل الانتصارات الكامل على أرضه حيث فاز بكل مبارياته التي لعبها على ملعبه هذا الموسم في دوري الأبطال من بينها فوزه على حامل لقب البطولة إنتر ميلان في دور المجموعات 3-1، بخروجه اليوم بنتيجة التعادل السلبي، في حين لم ينجح ميلان بكسر قاعدة عدم توفيقه في زياراته للملاعب الإنكليزية مؤخراً.
ودخل الفريقان هذه المواجهة بأفضل تشكيلة لهما في ظل غياب بعض اللاعبين إما للإصابة أو للإيقاف أو حتى لجلوس البعض على مقاعد البدلاء لعدم جاهزيتهم التامة للعب 90 دقيقة.
فضل مدرب توتنهام هاري ريدناب إبقاء اللاعب غاريث بايل على مقاعد البدلاء بسبب عودته حديثاً من الإصابة في حين استمر غياب أمبروسيني وبيرلو عن صفوف ميلان بسبب الإصابة بالإضافة لغياب لاعب خط الوسط جينارو غاتوزو بسبب إيقافه لخمس مباريات تأديبياً بسبب ما فعله في مباراة الذهاب بعدما افتعل مشكلة مع الجهاز الفني لنادي توتنهام.
الرسم التكتيكي للفريقين
بالنسبة للرسم التكتيكي لتوتنهام، اعتمد المدرب هاري ريدناب على تشكيلة 4-4-1-1 بإشراك الجنوب أفريقي ستيفن بينار في الجهة اليسرى من الملعب في المكان الذي كان يشغله الجناح الطائر غاريث بايل، بالإضافة إلى الاعتماد على الهولندي رافاييل فان در فارت في صناعة اللعب خلف المهاجم المتقدم العملاق بيتر كراوتش.
أما ميلان فلعب بطريقة 4-3-2-1 باعتماده على الفرنسي ماتيو فلاميني في الجهة اليسرى من وسط الملعب والهولندي المخضرم كلارنس سيدورف من الجهة اليمنى بالإضافة لمعوّض غاتوزو الغاني كيفن برنس بواتينغ في وسط الملعب، ومن أمامهم الثلاثي الهجومي البرازيليَين ألكسندر باتو وروبينيو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
الشوط الأول
أطلق الحكم البلجيكي فرانك دي بليكير صافرته معلناً انطلاق المباراة والتي أراد فيها ميلان الثأر لخسارته من توتنهام في عقر داره ذهاباً صفر-1 وبالتالي الوصول إلى ربع النهائي، في حين سعى توتنهام لتأكيد علو كعب الأندية الإنكليزية على نظيرتها الإيطالية والصعود للدور المقبل على حساب منافسه.
وكشف الفريقان عن النوايا الهجومية في بداية اللقاء فتوالت الفرص في الدقائق الأولى، ومن هجمتين متتاليتين كاد توتنهام يفتتح التسجيل مبكراً في حين كاد إبراهيموفيتش أيضاً يسجل لميلان لولا تدخل الدفاع الإنكليزي.
وظهرت جلياً محاولة اعتماد توتنهام على طول المهاجم العملاق بيتر كراوتش في التصدي للكرات الطويلة العالية، حيث كان يتلقفها ويحولها بطريقة ممتازة لزملائه في منطقة جزاء الميلان.
في الدقيقة 16 بدأت الخطورة تظهر من خلال ركلة حرة من مشارف المنطقة لميلان انبرى لها إبراهيموفيتش لكن حارس توتنهام غوميز كان لمحاولته بالمرصاد في وقت كان ميلان قد بدأ يُظهر أفضلية نسبية واستحواذ على الكرة.
وتوالت محاولات الفريقين، ومن أخطر فرصة على الإطلاق لميلان انفرد باتو بالحارس غوميز وتخطاه وحول الكرة إلى الآتي من الخلف روبينيو الذي سدد نحو المرمى لكن المدافع الفرنسي ويليام غالاس أنقذ الكرة من على خط المرمى مانعاً ميلان من التسجيل (26).
وعلت تسديدة فان در فارت من ركلة حرة عارضة حارس ميلان أبياتي بقليل (31).
وكاد باتو يجلد توتنهام في الدقيقة (32) بتسديدة من داخل المنطقة بعد تمريرة بينية من إبراهيموفيتش لكن الحارس غوميز أبعدها بنجاح.
أما توتنهام فلم يكن يرد على ميلان إلا على استحياء بفرص غير خطيرة غالباً ما كانت تتكسر عند صخرة الدفاع الإيطالي، واستمر ما تبقى من الشوط الأول بأفضلية لميلان من حيث الأداء لكن دون تغيير في النتيجة إذ نجح توتنهام في أغلب الأحيان بكبح هجوم ميلان ومنعه من التسجيل.
الشوط الثاني
في بداية الشوط الثاني كاد ميلان يدفع الثمن غالياً لولا توفق المدافع تياغو سيلفا بمساعدة الحارس أبياتي في إبعاد كرة خطرة من أمام لينون في قلب المنطقة (50).
واستمر تفوق ميلان في الاستحواذ على الكرة في المباراة إذ بلغ الـ 60% للفريق اللومباردي نظير 40 للمضيف اللندني.
مع مرور الدقائق في الشوط الثاني بدأ أداء توتنهام بالتحسن مع الاعتماد على الأطراف وبلعب كرات عرضية طويلة على رأس المهاجم الطويل بيتر كراوتش في القائم البعيد، والتي كان دائماً ما يصنعها فرصاً لزملائه لكن أغلبها كان مكشوفاً للدفاع الإيطالي أو أنها لم تكن تجد من يتابعها.
وتفنن البرازيلي روبينيو في الدقيقة (65) في إضاعة فرصة خطيرة على دفعتين عندما لم يحسن وضع الكرة في الشباك خاصة وأنه كان يملك المساحة اللازمة.
ثم شهدت الدقيقة 66 إجراء أول تبديل في المباراة عندما أشرك المدرب هاري ريدناب النجم غاريث بايل مكان رافاييل فان در فارت.
بعدها رد عليه مدرب ميلان ماسيميليانو أليغري بإدخال لوكا أنتونيني بدلاً من يانكولوفسكي بغية تنشيط الجهة اليسرى للفريق.
وكاد باتو مرة أخرى أن يفتتح التسجيل ويعيد الأمل لفريقه بتسديدة صاروخية بعد لعبة مشتركة مع روبينيو لكن كرته جاءت في الشباك الخارجية (77).
واستمر حصار ميلان على مناطق توتنهام بحثاً عن تسجيل الهدف الأول في المباراة الذي ربما يحمل الفريقين للعب الوقت الإضافي.
وكاد ميلان في الوقت الضائع أن يسجل الهدف من تسديدة محكمة لروبينيو من داخل المنطقة تصدى لها الحارس غوميز(92)، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي وبتأهل توتنهام لربع النهائي وخروج ميلان من الباب الضيق