كيف بلغنا هذا الحد .. اختلاف في التعامل مع قضية كما هي حالة الروماني رادوي .. تجرنا لحرب شعواء .. حطبها المؤسسة الرياضية والمفاهيم والأخلاق ..
بل والمصداقية .. فكيف باختلاف يأخذنا إلى جعل المؤسسة الرياضية وعبر تاريخها الطويل غير عادلة في تقييماتها والبطولات التي تجرى تحت إدارتها .. التشكيك والتوتر بلغ مبلغا لم يجارى من قبل .. تنابز بالتنازلات من قبل المؤسسة الرياضية ..
وكل يخرج حصيلته .. تسابق على اختلاق التفسيرات .. والأشد والأمر .. محاولة التأكيد على ان هناك من هو على باطل .. وسرق الجميع عيانا بيانا ., بمباركة المؤسسة الرياضية! هنا كأننا أمام حالة إخفاق في المفاهيم .. لا يجاريها أحد .. ليكون حقا حضورا رديئا ملء السمع والعين .. حضور بقيمة التعصب والازدراء الذي نجده من الآخرين ..حضور مخجل .. ولا أكثر من ذلك.
نعم نفتقد في الإعلام الرياضي الممارسة الحضارية في تداول الاختلافات .. ونفتقد للحوار البناء .. مجرد غثاء وشخصيات كرتونية باتت مملة ، لأنها من فرط تفاهتها تجدها في كل مكان وكل وقت .. تهرف .. وتهرف .. تقول وتقول .. وأجزم أنها لا تفهم شيئا.. هم فقط محل تعبئة معنوية ..لا يدركون أبعادها وتأثيرها وخطرها .. أبواق أفواهها مفتوحة على الأخر .. هدفها الكيد والتشكيك .. والرمي بالباطل .. رضي من رضي وغضب من غضب .. مادام أن في الأمر انتصار للتعصب .. واصداء جماهيرية احتفالية بالمتعصب المتجدد.
أيضا نحن لدينا حالة ثبات في الإخفاق لا تقبل أي تبديل او تطور ولا حتى لسنن الحياة التي ترفض الكذب والافتراء .. إخفاق في الفكر في الإستراتيجية في المفهوم .. .. بل والتعامل مع الآخرين. عجز إعلامنا الرياضي في توطين مفهوم راقي شعاره الصدق والانحياز له .. لم يتعلموا من الرياضة قدراتها الهائلة في استيعاب الجميع .. لم يتعلموا منها قدرتها على التعويض النفسي .. قدرتها على مزج الفرح وجعله متاحا للجميع لم يتعلموا أنها تنقلب لتكون خطرة إذا لم يحسن استخدامها بين المجتمعات .. بل لم يتعلموا إلا الكيد والتناحر .. ومن ثم الانضواء تحت الكذب والتدليس.
كثيرا ما كانت الرياضة التنافسية مدخلا لفهم الآخرين والتمازج معهم .. لكننا ورغم أننا ابناء مجتمع واحد يأخذ بنا الكذب أبعادا كبيرة حتى نتخيله الصدق بعينه.
هذا ما يحدث من إعلامنا الرياضي الذي بات كالزوجة التي تلطم وجهها وتضرب رأسها بالجدار والدعاء بالويل والثبور على نفسها بالموت كردّ فعل على عدم قدرتها على فهم زوجها، حين أي اشكالية تحدث من قبله! هو كذلك أمام قضية أطرها معروفة وحدودها معلومة كما هي مشكلة رادوي .. ينحى إلى تغيير المفاهيم بل ويواري الأخلاقيات ..
بل إن أي قضية طارئة تبعث من جديد أفاق في التحدي والتناحر .. والضحية رياضة كرة القدم في المملكة العربية السعودية .. ولعلها لم تفعل جديدا وهي تضيف فاصل من الاكتئاب الجديد لهذه الرياضة.
وبعد فالمؤسسة الرياضية ممثلة باتحاد الكرة هي من يتجرع المأسي والاسقاطات .. لكن هي مستأنسة بذلك .. ولا يعنيها من يشكك ويسقط أشد التهم .. فقط هي تتفرج .. وليستأنس المتعصبون؟!