| الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف | |
|
+4ţћề ρЯїЙ๕Ệ ضياء براهمي ISLAM رحمة 8 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
رحمة ـ عُ ـضـو فـِـضِــي
الجنس : عدد المساهمات : 508 نقاط : 752 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 30/05/2010
| موضوع: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الجمعة فبراير 11, 2011 1:06 pm | |
| يكتسب التدين أهميته من كونه فطرة فطر الله عباده عليها ، وركزها في نفوسهم ، فما من أحد من العالمين إلا ويجد ذلك من نفسه ،بحيث لا يستطيع العيش بدونه إلا مع حرج وضنك ، وحاجة الإنسان إلى التدين أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب . ويكتسب التدين أهميته أيضا بالنظر إلى آثاره الإيجابية، على الفرد والجماعة على حد سواء . وقد تضافرت الدلائل الشرعية والحسية على أن التدين فطرة فطر الله الناس عليها ، فمن أدلة الكتاب قول الحق سبحانه: { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } (الأعراف:172) قال جمع من المفسرين في معنى الآية : إن الله أخرج ذرية آدم من صلبه ، وأمرهم بعبادته وأخذ عليهم الميثاق بذلك ، فهم وإن نسوا قصة أخذه إلا أن حقيقته باقية في نفوسهم ، وهي ما يعبر عنه القرآن بالفطرة ، كقوله سبحانه : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } (الروم:30) ومن أدلة السنة ما ثبت في " الصحيحين " عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كل مولود يولد على الفطرة ) وفي صحيح مسلم عنعياض بن حمار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله : .. إني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا ) . ومعنى " الفطرة " في الآية وفي حديث أبي هريرة هو التوحيد ، ومعنى " الحنفاء " في حديث عياض رضي الله عنه : أي المائلين عن الشرك إلى التوحيد ، فقد اتفقت أدلة الكتاب والسنة على أن التدين جِبِلَّةٌ إنسانية خُلقت مع الإنسان ووجدت بوجوده ، إلا أن تنشئة الإنسان وتربيته - إن كانت على خلاف منهج الله وشرعه - تؤثر سلبا على جبلة التدين وتنحرف بها عن مسارها الصحيح . أما الشواهد الحسية على ذلك ، فنلمسها من خلال : حاجة الإنسان إلى قوانين وأخلاق تنظم حياته ، وتضبط سلوكه ، ليتميز بذلك عن سائر الحيوان، فإن الناس إما أن يعيشوا من غير دين ينظم حياتهم ، ويضبط سلوكهم، وإما أن يتخذوا لهم من يشرّع لهم دينا ، وإما أن يكونوا على الدين الحق الذي جاءهم بالبينات والهدى ، فيكونوا بذلك على وفاق مع فطرتهم التي فطروا عليها ، فتنتظم أمور حياتهم خير انتظام ، فإن اختاروا الأول عاشوا في بهيمية نكراء يأكل الضعيف منهم القوي ، وكان اختلافهم ، وإن اختاروا الثاني فقد اختاروا العبودية لطائفة من البشر ، تتسلط عليهم، وتذيقهم من ظلمها سوء العذاب ، فلم يبق إلا أن يحتكموا إلى الدين الحق ليأخذوا منه شرائعهم ، ويبين لهم ما يحل لهم فيأتوه ، وما يحرم عليهم فيجتنبوه ، وهنا تكمن قمة السعادة ، ولا سعادة حقيقية للإنسان - أي إنسان - إلا باتباع الدين الذي ارتضاه الله لعباده بقوله : { إن الدين عند الله الإسلام } (آل عمران: 19) فهو سبب فوزه وسعادته في الدنيا والآخرة ، وفي الإعراض عنه خسران الدنيا والآخرة، قال تعالى: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } (آل عمران:85). ومن الأمور الحسية التي تدل على أن التدين ضرورة إنسانية ، ما يحسه الإنسان في نفسه من ضعف أمام بعض مظاهر الكون ، كالرياح العاتية ، والبحار الهائجة ، والزلازل ، والبراكين ، فإن الإنسان مهما عظمت قوته ، وعظم ذكاؤه ، فإنه يبقى ضعيفا أمام هذه الظواهر التي ابتلى الله بها عباده ، فيعلم الإنسان من نفسه أن لا قدرة له على دفعها ، أو الاحتراز منها ، فمن هنا عظمت حاجة الإنسان إلى إله يلجأ إليه ويتوكل عليه . وقد دأب البشر منذ القدم على تلمس الآلهة لتحميهم من هذه الظواهر ولتدفع عنهم شرها ، فعبد قوم الشمس ظنا منهم أنها الأقوى ، وعبد آخرون القمر،كما قال تعالى : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون } (يونس:18) وقال أيضا : { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون } (النحل:73) وهكذا تنقل الإنسان بين مظاهر الطبيعة يعبد بعضها خوفا من البعض الآخر . ولعل مما يدل على هذه الحقيقة - حقيقة حاجة النفس البشرية إلى إله يحميها ويدفع الشر عنها - قوله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } (الإسراء:67) فهؤلاء قوم مشركون ، عاينوا الأهوال والمحن ، فانكشفت عنهم شبه الضلال ، وتساقطت آلهة الزيف ، وتجلت في نفوسهم حقيقة الإله الحق ، فتقربوا إليه ، وسألوه النجاة والرحمة . وينضم إلى تلك الدلائل الشرعية والحسية ، في تقرير هذه القضية ما نشهده واقعاً من الحياة التعيسة التي يحياها الملحدون ، فهم وإن تنعموا بملذات الدنيا ونعيمها إلا أنهم فقدوا أغلى ما فيها وهو الإيمان بالله عز وجل ، فهم يتقلبون في ظلمات الشك وبحار التيه النفسي ، ما يدفع بالكثيرين منهم إلى التخلص من حياتهم - رغم بذخ عيشهم - وذلك بسبب ما يعيشونه من خواء روحي مرير ، يجعل من الحياة - مهما توفرت لهم فيها سبل الراحة - أمرا لا يطاق ، وصدق الله إذ يقول : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى () قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً () قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } ( طه : 124 - 126 ) . وبهذا يتضح لك - أخي الكريم - مدى التضافر والتآزر بين الأدلة الشرعية والنفسية والحسية على أهمية التدين في حياة الإنسان ، والأمر إذا عظم شأنه، كثرت أدلته ، وظهرت حججه ، واستعصت أن يدفعها دافع ، أو ينازع فيها منازع ، إمعانا في إقامة الحجة على العباد ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }. تم تعديل حجم الخط من قبل: ضياء براهمي في : الخميس 3 مارس 2011 على 8:59 | |
|
| |
ISLAM ـ ع ـضـو ذهـَـبي
الجنس : عدد المساهمات : 2336 نقاط : 2547 السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 02/02/2011 العمر : 30
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الجمعة فبراير 11, 2011 1:13 pm | |
| | |
|
| |
رحمة ـ عُ ـضـو فـِـضِــي
الجنس : عدد المساهمات : 508 نقاط : 752 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 30/05/2010
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الجمعة فبراير 11, 2011 1:18 pm | |
| | |
|
| |
ضياء براهمي ُمُـــشـْــرِ ــ فْ ــ
الجنس : عدد المساهمات : 1264 نقاط : 1703 السٌّمعَة : 26 تاريخ التسجيل : 08/01/2011
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الخميس مارس 03, 2011 10:55 am | |
| بوركت في كل ما كتبت أناملك من جمال
تحياتي العطرة
| |
|
| |
ţћề ρЯїЙ๕Ệ المــــشــرِف العــآمْ
الجنس : عدد المساهمات : 2192 نقاط : 2982 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 20/08/2010 العمر : 31
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الخميس مارس 03, 2011 10:58 am | |
| | |
|
| |
ώãĻίđ المــــشــرِف العــآمْ
الجنس : عدد المساهمات : 1495 نقاط : 1798 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 11/04/2010 العمر : 31 الموقع : ساحة الشهداء
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الخميس مارس 03, 2011 12:39 pm | |
| | |
|
| |
ISLAM ـ ع ـضـو ذهـَـبي
الجنس : عدد المساهمات : 2336 نقاط : 2547 السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 02/02/2011 العمر : 30
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الأربعاء مارس 09, 2011 12:27 pm | |
| | |
|
| |
binary-mk ـ عُ ـضـو فـِـضِــي
الجنس : عدد المساهمات : 577 نقاط : 700 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 07/03/2011
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الأحد مارس 13, 2011 7:49 pm | |
| مشكوووووووووووووووووووووووور | |
|
| |
halim شخصيــة هــآمة vip
الجنس : عدد المساهمات : 720 نقاط : 887 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 26/12/2010 العمر : 34
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الأحد مارس 13, 2011 9:00 pm | |
| | |
|
| |
binary-mk ـ عُ ـضـو فـِـضِــي
الجنس : عدد المساهمات : 577 نقاط : 700 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 07/03/2011
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الأحد مارس 13, 2011 9:10 pm | |
| ??????????????????????!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! | |
|
| |
amel ُمُـــشـْــرِ ــ فْ ــ
الجنس : عدد المساهمات : 316 نقاط : 379 السٌّمعَة : 12 تاريخ التسجيل : 17/02/2011 العمر : 30
| موضوع: رد: الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف الإثنين مارس 14, 2011 9:52 pm | |
| جميلة هي الكلمات التي خطتها اناملك ...وفقك الله فيما تبدعين وتضفين من جديد على المنتدى الغالي لك جزيل الشكر وداومي على الطرح القيم والتميز الدائم | |
|
| |
| الفطرة الانسانية بين الاستقامة والانحراف | |
|