يحكى أن شيخا كبير في السن دعا إبنه وهو على فراش الموت و اعطاه وصية وقال
له أن لايقرأها إلا بعد أن يموت ( الوالد) وأن لا يقرأها هو وإنما يعطيها
لشخص آخر يقرأها له .
مات الشيخ وبعد ايام أراد الإبن أن ينفذ وصية والده ، خرج إلى الشارع وفي
طريقه رأى رجلا تظهر عليه علامات المثقف استوقفه وأعطاه الورقة بعدما شرح
له القصة وعندما فتح الرجل الورقة وقرأها نظر اليه نظرة ثاقبة وقال له :
إذهب لعنة الله عليك ) ورمى الورقة وانصرف غاضبا
حمل الإبن الورقة وعلامات الإستفهام بادية على وجهه ، وماهي إلا دقائق حتى
صادف شخصا آخرا وكانت نفس النتيجة رمى الورقة وقال له ( تفوه بيك ما تحشمش)
وانصرف
استغرب الإبن للأمر خاصة أن الأمر تعدى عشرة رجال وكل واحد يسمعه وابلا من
الشتائم و العتاب بعد قراءته للورقة. فقرر الهجرة إلى بلاد أخرى
وفي الطائرة فكر أن يعطي الورقة للمضيفة وعندما فتحتها صرخت وبدأت تسمع
الإبن الشتائم و تقول له( وعلاش حرام عليك) وبعدها قرر قائد الطائرة إنزاله
في أقرب مطار .
نزل الإبن في مطار صغير في قرية من قرى إفريقيا فذهب إلى زعيم القبيلة
وبعدما رحبوا به وأكرموه فكر أن يعطي للزعيم الورقة ليقرأها أخذ الزعيم
الورقة وفتحها وبعد صمت رهيب انتفض الزعيم وصاح بأعلى صوت ( هوجوبا كولولو
واغا ) وإذا بأصوات خارج الكوخ تريد قتل الإبن فخرج هاربا ومن خلفه جيش من
الأفارقة يصيحيون (وىو هيو هيو رررررررررررره )
اختبأ المسكين في مغارة خائفا مرتبكا ثم جاءته فكرة : لماذا لآأقرأ أنا
الورقة ثم أنتحر
صعد الإبن قمة مرتفعة وأخرج الورقة وفتها وفجأة هبت ريح قوية فطارت الورقة