بايب قلبي .. كلها كم يوم ,, و تُطوى صفحة عام 1432 هـ ,, و تبتدي سنة جديدة ,,
فهل أنـا و أنتِ عندنـا رغبة في التّغيير الإيجابي ؟
رغبة في التّغيير و الإنتقال من السّلوك المُشين إلى السّلوك الطيب ؟
رغبة في التّغيير و الإنتقال من مستنقع المعصية إلى جنّة الطاعة ؟
رغبة في التّغيير و الإنتقال من حياة الإسراف , اللهو و العبث إلى حياة الجد و الإجتهاد في العبادات و مُجاهدة الهوى و الشهوة ؟
و إنّ جهاد الهوى لهو أعظم من جهاد النفس و البدن ,
أشد الجهاد جهادِ الهوى .. و ما كرّم المرء إلا التّقى
و أخلاق ذي الفضل معروفةٌ .. ببذل الجميل و كفّ الأذى
أكيد كلّنـا عندنـا رغبة في التّغيير ,, و كلنـا عندنـا أشياء غلط نسويــها و ودنـا نتركها ,
لكن المشكلة حبايب قلبي تكمن في الفتور في العزيمة ,,
يعني ما فيه عزيمة على التّغيير ,, ما فيه رغبة ,, ما فيه إرادة ,, لاهين بالدينا مشغولين بالركض وراها ما عندنا وقت لأي شي ثاني !!
ما كأن ورانا موت و عرض و حساب و جزاء .. هذا كلّه ناسينه !!
و من هذا المنطلق يا الحبيبات الطيبات ,, و مع قرب العام الجديد ,, تكفووون خلونـا نحط إيدينا بإيدين بعض و نبتدي بـ التّغيير ^__^
و راح نناقش إن شاء الله ( خطوة التغّيير ) من عدّة نواحي :
/
أوّل شي يا الحبيبة الطّيبة ,, لازم تعرفين شغلة مهمّة ,, أنتِ إنسانة عندك شي [ يميّزك عن كل الناس ] ! ,
و هذي حقيقة ما يختلف عليها اثنين ..
كل وحدة فينا ,, لا بد و عندها موهبة أو ميزة أو خاصيّة متفرّدة فيها عن غيرها ,,
فأنتِ يا الحبيبة الطّيبة ,, [ اشتغلي على نفسك ] ,, ابحثي عن هالميزة أو الخاصيّة
و فعليها ,, ثم سخّريها في الدّعوة إلى الله جلّ جلاله
قال تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
شفتِ يا الحبيبة الطّيبة العفيفة المسلمة وش هو شرف الدّاعيـة إلى الله ؟
جميعنا يجب أن نكون دعاةً لله !
طالما أنكِ مُسلمة فلتحملي همّ الدّعوة حتّى و إن كنتِ لله عاصية !
ففي نهاية المطاف أنتِ تنتسبين إلى أجل الشرائع و أكمل الأديان ( دين الإسلام )
و تتوافر لديكِ موهبة واحدة على الأقل بوسعكِ تسخيرها في خدمة هذا الدّين العظيم ,,
إذا أنتِ مصمّمة .. صممي تواقيع دينية ,, فلاشات دعويّة .. والله شغلة سهلة ما يبي لها شي ^^
هاتِ أي كتاب ديني و طلعي منوهـ فوائد و عبر و صممي عليها مجموعة من التّواقيع الدّينية !
طيب ما عندك موهبة التّصميم ..
جربي نفسك بالكتابة ,, ما تقدرين توصلين فكرتك بالفصحى جربي العامّي ما تقدرين بالعامّي جربي الفصحى
طيب ما عندك موهبة في الكتابــة ..
افتحي النت و دوري مقالات دينية أو فتاوى لمشايخ و دعاة إلى الله ,, انسخيها و انشريها في المنتديات ,,
سمعتِ محاضرة و استفدتِ منها .. انسخي الرابط حقها و انشريه في النّت أو على البلاك بيري ,,
طيب لنفرض إنك ما تستخدمين النت دايم و لا عندك بلاك بيري .. فعّلي نشاطاتك خارج النت ,,
روحي أقرب تسجيلات إسلامية و اشتري مجموعة من الأشرطة و الكُتيّبات الدينية و ابتدي وزعيها على الأهل , الأقارب و الأصدقاء
اطبعي منشورات دينية من الإنترنت .. و صوريها و وزعيها على طالبات مدرستك أو جامعتك أو أي محيط أنتِ فيه
حبيبة قلبي لا تتعذرين بعدم مقدرتك على الدّعوة !!
طالما عندك الوقت و الجهد و السبل مُتاحة أمامك ما لك عذر أبدًا يا غاليــة ..
لا تقولين أنـا عاصية و فيني و فيني خلوني أصلح نفسي أول بعدين أصلح الناس !! ,,
لا يا حبيبتي غلط هالكلام !!
و الشيطان هو آللي يصعّبها عليك و يضع أمامك العراقيل حتّى يثنيك عن المضي في تحقيق هذا الهدف الشرفي العظيم !
و قد نصّ العلماء على أن أصحاب [ الكؤوس ] ! يجب أن يتناهوا فيما بينهم .. !
حبيبة قلبي ترى ما فيه أحد كامل !!
محّد تميّز بالعصمة غير الأنبياء و الرّسل و الملائكة ,,
أمّا نحن فـ نحن بشر خطّاء لا نفتأ نجترح السيئات ليلاً و نهارًا سرًا و جهارًا ..
ما فيه أحد كامل ,, إذا بتنتظرين كمال نفسك حتّى تقدرين تقومين بواجب الدّعوة عزّ الله ما قمتِ به أبد !
ما أحد كامل يا الغاليــة الطيبة ,, إلى متى التّقاعس و التسويف ؟
إلى إن تموتين و تنحطين بقبرك و تُغلق جميع أبواب الفرص في وجهك ثم يجي اليوم آللي تُردّدين فيه كما ورد في الآية الكريمة :
{ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } ؟
بالنّهاية محّد راح يندم إلا أنتِ ,, يوم القيامة كلّن نفسي نفسي يا الحبيبة الطيبة ,,
أمك تجيك تطلب منك حسنة وحدة ما تعطينها من شدّة أهوال يوم القيامة ( سُمّي بالطّامّة الكبرى ) أنتِ بذاك اليوم ما تعرفين إلا نفسك !!
فـ اشتغلي لآخرتك و ابدئي بالتّغيير من الآن
إذا كنتِ ما تقومين الليل ,, ابدئي بقيام الليل ,, ترى ما يكلف شي ,, أقلها ركعة وحدة بس !!
ما تآخذ من وقتك و لا تعطلك عن نومتك !!
إذا ما كنتِ تصومين ,, احرصي على الصّيام ,, أقلها صيام الإثنين و الخميس , أو صيام الأيام البيض من كل شهر !
لا تقولين ما أقدر صيام تعب جوع و عطش !! هذا أنتِ تسوين رجيم ما قلتِ تعب !! :bbbiu:
و هذا أنتِ تصومين شهر رمضان المُبارك ما قلتِ تعب !!
لكن مهوب منّك من الشيطان و من نفسك الأمّارة بالسّوء !!
إذا ما كنتِ حريصة على الأذكار ,, احرصي عليها و أكثري منها بدل الأغاني و الخرابيط و قول الزور و الغيبة و النميمة !
قال تعالى :
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }
مُحالٌ أن يجتمع حب القرآن و حب الأغاني و الألحان في قلبٍ إنسانٍ أبـــــــــــدآ و من يقول ذلك فهو كاذبٌ و يُخادع نفسه !!
فـ إذا ما كنتِ حريصة على قراءة القرآن ,, ابدئي امسكيــه من اليوم و داومي على قراءته دبر كل صلاة بتركيز و تمعنّ و حضور قلبي و عقلي
المهم إنك تشتغلين على نفسك لأجل آخرتك بأي طريقة !!!
لا تخلين السنة تمر كذا هباءًا منثورًا من دون ما تكونين أضفتِ شي جديد لحياتك يرفع منزلتك عند رب العالمين و ينقذك من نار جهنّم ,,
و بعدين وش يضمنك تعيشين للسنة الجايــة ؟
والله أنتِ حتّى ما تقدرين تضمنين لي ثانية من عمرك !!
حبيبة قلبي لـ نبدأ بالتّغير :
ابدئي بالتّغيير ابتداءًا من ( المُضغة ) التي إن صلحت صلحت سائر الأعمال و كُتب لها القبول عند الله عزّ و جل ,
إذا كنتِ إنسانة مُرائية ؟ و عندك مشكلة في إخلاصك فابدئي بالتغيير و إصلاح الخلل الكائن في قلبك
إذا كان قلبك لا يتأثر بالقرآن و لا الذكر ؟ سارعي في القضاء على هذهـ المشكلة
عالجي قلبك و خلّصيه من الأمراض دقّها و جلّها ..
مرض الحقد مرض الكراهية مرض الغل مرض الحسد ,, مرض الرياء و النّفاق
مرض الحساسية المفرطة و العاطفية المُستنزفة بصورة مُستميتة
فإنّ الأمراض إن لم تُستدرك آنيــًا و تُعالج أوّلاً بأوّل تتحول إلى داءٍ عُضال يصعب تطبيبه فيما بعد كالسرطان تمامًا ..
لـ نبدأ بالتّغيير :
إياك و التأثر بكلام النّاس و الإلتفات إليهم و مُراقبة كل حرف و كل كلمة تخرج من أفواههم عليك ,,
و تالله ما أبلغ قول الإمام الشّافعي رحمه الله :
إذا سبّني نذل تزايدت رفعة ,, و ما العيب إلا أن أكون مُساببه
ففي التغابي راحةً نفسية لو تعلمين و صفاءٌ للذهن و سعةً في البال و الصّدر
فـ طالما أنّكِ على حقٍ و صواب ,, و أنّ ما تقومين به يُرضي الله عزّ و جل ,, تجاهلي كل ما يُقال عنك
الجنّة يا حبيبتي المسلمة ( بيد الله عزّ و جل ) ليست بأيدي النّاس حتّى تحرصي على ثناءهم و تسعي في مرضاتهم
و رغم كل العناء الذي تتكبّدينه من أجل ذلك ,, والله لن يرضوا عنك ! و إن رضوا عنك فلن يرضوا جميعم و إن رضوا جميعهم لن يرضوا عنك تمام الرضا
فما لكِ و النّاس ؟ و بمَ سيُفيد رضاؤهم عنك ؟
و من أحق بسعيك في مرضاته ؟ أليس الله وحدهـ جلّ جلاله ؟
لـ نبدأ بالتّغيير :
لا تعلّقي قلبك إلا بالله عزّ و جل ,, كل البشر سيؤول مصيرهم إلى الزوال و الفناء ,, و كلهم قلوبهم على شفا حفرة من الإنقلاب
فصديق اليوم ربّما يكون عدوّ المستقبل ,, و من يودّك الآن ربّما يمقتك غدًا
و من يحترمك الآن ربّما يحتقرك غدًا ,, فلا تنهكي مشاعرك و لا تُرهقي قلبك بالتعلّق بالنّاس !
الناس بشرٌ مثلك و كلّكم في يوم الحساب في ذات الموقف تُحشرون على صعيدٍ واحد ترجون رحمةً من لدن العظيم المنّان
فمن أولى بالتعلّق القلبي ,, الخالق أم المخلوق ؟
لا شك [ الخالق ] سبحانه جلّ في علاهـ من بيدهـ مقاليد الأمور ..
لـ نبدأ بالتّغيير :
من عاش مات و من مات فات و كلّ ما هو آتٍ آت ,,
الماضي ولّى و راح بـ فرحه و ترحه .. فـ أوصدي أبوابه و أحكمي إغلاقها بـ مفاتيح النسيان حتى يسعكِ إكمال مسيرتك الدّعويــة
من منـا من لم يمر بموقف أو حادثة أبكت قلبه قبل عينيــه ؟
لا أحد أخيتي الحبيبة ^^ ,, فالله جل جلاله قد قال : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ } يعني في ألمٍ و مشقّة
و في تذكّرك للماضي و اصرارك على تجرّع كؤوسه المُرّة قتلٌ لزهرة المستقبل !
كلنـا تعرّضنا للسّب و الشتيمة ,, و الإستهزاء و الإزدراء .. من منـا قد سلم من ذلكم ؟ لم يسلم أحد
فهذهـ عائشة التي هي أمٌ للمؤمنين ,, المُبرأة من فوق سبع سموات في كتابٍ لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه
سليلة الطّهر و تاج العفّة لا ينفك الكفرة المُرجفون ينهشون في عرضها حتّى يومنـا هذا ,,
فـ كيف بنـا أنـا و أنتِ ؟
فلعلكِ - إذن - تجعلينها عزاؤك في هذهـ الدنيــا ,, و اصبري إنّما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب
و ضعي قوله تعالى نصب عينيكِ :
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ }
لـ نبدأ بالتّغيير .. و لـ نسارع إلى جنّة عرضها السموات و الأرض أعدّت للمتقين ,,
نعم أخيتي العفيفة المسلمة إنّه قوله تبارك و تعالى :
{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
قال ( أعدّت للمتقين ) و لم يقل : ( أعدّت للعصاة المفرّطين المسرفين ) !
إنّ القبر صندوق العمل ,, يرحل المال و البنون و الأهلون .. و لن يدخل معك إلى قبرك سوى ( عملك )
إن كان خيرًا فـ خير ,, و إن كان شرًا فـ شر ,,
أنتِ و عقلك ,,
و اختيارك ,,
إنها حياتك و ذاك مصيرك ,,
إن شئتِ وطّنتها على الطاعة لـ تصير إلى روض الجنان ,, و إن شئتِ لطّختها بوحل المعصية لـ تصير في حفرٍ من النيران
و لا تلومي أخيرًا إلا نفسك ,,
فاستعيذي بالله من الشيطان الرّجيم و استعيني بـه الواحد القهّار و ابدئي بالتّغيير
و جاهدي هواكِ و شيطانكِ قبل أن تقول نفسٌ يا حسرتاهـ على ما فرّطت في جنب الله ..
قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
( يُرجى نشر الموضوع لتعم الفائدة )
و لا تنســســَوني مـِـن صـآإلح دعــوأإتكـمـ
تحيـّتيْ ســسُومــآإ