أثبت الباحثون في جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، أن الحب من أول نظرة حقيقة وليس أحد التخيلات الرومانسية القديمة، بل هو موجود بالفعل وقد يؤدي إلي الارتباط بعلاقة عاطفية دائمة. ووجد الخبراء في دراستهم التي نشرتها مجلة العلاقات الشخصية والاجتماعية، أن بإمكان الأشخاص تحديد نوع العلاقة التي يرغبون بها من أول نظرة وخلال الدقائق الأولى من اللقاء.
وأوضح هؤلاء أن هذا الأمر أشبه بنبوءة ذاتية التحقيق بحيث يتنبأ الإنسان عن نوع العلاقة التي يريدها مع الشخص الآخر مما يساعده في تحديد الجهد المستعد لبذله في تكوين علاقة معه وتطويرها، فإذا ما اعتقد أن بالإمكان أن يصبحا أصدقاء، فان التواصل والحوار يكون أكثر، فيتكلم عن نفسه أكثر ويفعل أشياء تضمن نمو مشاعر الصداقة، ولكن إذا تنبأ بصورة سلبية عن هذه العلاقة المستقبلية فانه سيحد من تواصله ويعيق نمو هذه الصداقة.
ويري الخبراء في جامعة مينيسوتا، أن هذه النظرية تعارض الفرضيات السابقة بوجود أثر تراكمي يحدث في الأيام الأولى من اللقاء يحدد سير العلاقة وطبيعتها، ولكن الاكتشافات الجديدة أظهرت أن هذا التحديد يحدث بسرعة وخلال دقائق قليلة. وقام الباحثون بمتابعة 164 طالبا جلسوا معا على شكل أزواج وتحليل إجابتهم عن تصورهم لتطور علاقة مستقبلية مع الزميل من خلال الشعور بالارتياح ومراجعة الأشياء المشتركة بعد اللقاء الأول الذي دام لثلاث إلى عشر دقائق.
ثم تحديد طبيعة العلاقة التي تطورت بين المشاركين بعد مرور تسعة أسابيع. ولاحـظ هؤلاء أن الطلاب الذين وصفوا العلاقة بصورة إيجابية بعد اللقاء الأول والنظرة الأولى قاموا بجهد أكبر لتطوير علاقة حميمية ومقربة مع الآخرين، مما يـدل على أن المشاعر تحصل بسرعة وأن بإمكان الإنسان تحديد نوع العلاقة التي يريدها مع الآخرين خلال النظرة الأولى فقط.