السلام عليكم
تحية طيبة وبعد
رمضان كريم ..
اقترب رمضان بسرعة قصوى ونحن في غفلة، حتى كاد يسبقني قبل ان اكتب موضوعي الذي اعدتته لاطرحه قبل حلول الضيف العزيز علينا، كاد يسبقني ولو فعل لصرت الهث كمسؤولينا لاظهر بوجه طيب في رمضان، و لالهتب عقلي مثلما تلهتب الاسعار غداة رمضان، ولو فعل لتركت الكتابة الى العام القادم؛ اي باقتراب شهر رمضان الفضيل كما يفعل اهل الصلاة ليتركوا الصلاة بعد رمضان - اي بعد شهر فقط - وكما يفعل متخذي الاخدان فيعتزلون صديقاتهم الى حين - والمقدر بشهر -، وكام يفعل اهل الخمر ليرموا كؤوسهم الى اجل مسمى والمقدر دوما بشهر وكما يفعل اهل التدخين فيذرون سجاراتهم في علبها الى ما بعد الافطار فقط .. وهذا على سبيل الذكر لا الحصر..
الفنا في رمضان خرجات مسؤولينا ليغدقوا علينا من ما تنبت الارض -ليست ارضنا في غالب الاحيان- ويظهروا بوجه الرؤوف المحتارعلى شعبه - خطأ في تركيب الجملة والمقصود بدل "على" "في" - ولا يتركوا درهما ولا دينارا الا صرفوه للمساكين والفقراء دون تميز بين الفقير او المسكين والغني والثري، ويصرفونها كما هو مألوف لحاجة في نفس مسؤولينا الكرام، افلا يتقون ربهم .. رغم ذلك نقول لهم رمضان كريم.
وتعودنا في كل رمضان من كل سنة ان ان يترقب الناس رؤية التجار وهم يصعدون من حرارة الاسعار دون رقابة او مراقبة من المكلفين قانونا، فضلا عن حرارة الجو التي بدو انها زادت عن حدها هذا الايام نظرا لما يقوم به الناس - ولله الحمد-. وترقب الناس للاسعار بدل ترقبهم للشهر الفضيل، لان الناس ترى فيه شهر اكل رغم انه شهر الصيام ، وترى فيه شهر النوم رغم انه شهر القيام.. رغم ذلك نقول رمضان كريم.
و ان عادة كل شعب من امره ما تعود، واستسمح المتنبي للتعديل الذي اجريته على بيته والاصل فيه :لكل امرء من اكره ما تعود. وما تعودنا واعتدنا عليه هي ظاهرة المصلين الموسميين؛ فصلواتهم سنوية من رمضان الى رمضان فتراهم يسرعون واحيانا يتسرعون في الصلاة لمدة شهر فقط ، وانا لست ضد الصلاة واقامتها ولكني ضد ان تكون "مسخرة" .. رغم ذلك نقول لهم رمضان كريم.
وكما نشاهد يوميا بعد الافطار - حتى لمن لم يتذكر المشهد سوف يراه بعد حوالي عشرة ايام على اقصى تقدير ان شاء الله- المدخنين وقد علت اعمدة الدخان من افواههم لكي لا تبلغ عنان السماء بل تبلغ باطن الرئة، وكانهم كانوا في سجن وقد تخلصوا من هذا الصيام الذي صارا عبئا وهم يحصون ايام رمضان متى تنهتي، فاقلاعهم عن التدخين آني ووقتي ، وحال اهل الخمر ليس باحسن حال ان لم يكن اسوأ .. رغم ذلك نقول لهم رمضان كريم.
ولمتخذي الاخدان الذين يتعزلون خليلاتهم الى حين تكبيرات عيد الفطر او قل الى حين اعلان عيد الفطر بانه سيكون يوم "غد" وغدا لناظره قريب ، واحيانا والغالبية منهم من يضرب لها او له موعدا كل ليلة حتى ولو كانت ليلة القدر التي هي خير من الف شهر .. رغم ذلك نقول لهم رمضان كريم
باي حال عدت يا رمضان كما ضى ام لامر فيك تغيير، كل رمضان يأتي ويمر مرور الكرام، ونحن نستبقله على امل رحيله. والمؤكد ان رمضان هذا العام لن يكون خير من سابقيه مع الاحتفاظ بالامل والدعاء بان يكون رمضان تغيير في هذه الامة طبعا نحو الاحسن. يبدو اني اكثرت من اللغو ورمضان ليس للغو، فسوف أتفرغ للدعاء لي ولامتنا، ولخاصة امتنا الذين عرضتهم في موضوعي، وهم على سبيل الذكر لا الحصر .. ونقول لهم رمضان كريم