الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وقائدنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ومن باب نفع المسلمين تبادل المنافع الطيبة الخيّرة فيما بينهم، ومن باب التواصي بالخير والصلاح يسرني أن أقدم لكم سلسلة من القواعد الأساسية لاكتساب الأخلاق
والتي رأيت أنه من المهم جداًًًًًََََ أن تتعرفوا عليها وأن تتمثلوها في جميع مناحي حياتكم وأن تجعلوها نبراساً يضيء لكم الطريق.
لا يخفى على المسلم العاقل أن هذه القواعد والمنطلقات يجب أن تؤخذ في ضوء هدايات كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لا يضل من استمسك بهما، وما عدا ذلك من كلام البشر فلا عصمة له من الخطأ والقصور والعجز والنسيان
1 عامل الناس بمثل مَا تحب أن يعاملوك به كما في الحديث الصحيح ( وليأت إلى الناس الذي يحبّ يُؤتى إليه )رواه النسائي وابن ماجه.
2 أحِب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تَكْرهُ لها.
3 لا يَسُوغُ لك أن تتخذ ظروفك سبباً أو عُذراً لك في الإساءة للآخرين مهما كنت معذوراً عند نفسك.
4 إذا أردت تهذيب نفسك فيُمكنُك مخالطة الناس : فما كرهت منهم من أَخلاق فابتعد عنه؛ فإنهم يَكْرهون منك ما تَكرهُ منهم.
5 لا تَكْتفِ بنقْدِ أَخلاق الآخرين وتنسَ نفسك، بل اشتغل بنقد نفسك أولاً، لأنك مكلفٌ بها أولاً، ثم اشتغل في إِصلاح الآخرين
لا تقبل لنفسك ما تذم به الآخرين؛ فإنه عيب شنيع عند الله تعالى وعند الناس.
7 لا يكنْ همّك الاشتغالَ بإصلاح أعمالك الظاهرة فقط، بل اعتن أيضاً بإصلاح نفسك ودوافعها في القيام بالأعمال الصالحة.
8 لا تغتر - وأنت تعمل لله تعالى - بما تلقاه في الطريق من مدح الناس ؛ فما أكثر من خُدِعَ بذلك، وما أكثر من شغلته الوسيلة عن الغاية أو صرفته عنها
9 لا تغتر ببعض الطرق الخادعة التي يُظن أنها سبيلٌ لتهذيب النفس وإصلاحها، ولكن انظر إلى طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم وأتباعهم من العلماء المحققين، قال محمد بن سلام البيكندي : (كل طريق لم يمش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي ظلام وسالكها لا يأمن العطب).
10 تذكّرْ أنّ عليك واجباتٍ؛ كما أن لك حقوقاً، وليكن همّك البحث عمّا عليك من واجباتٍ وأداءَها؛ فذلك شرط لتحصيل حقوقك.
إذا أَساءَ إليك أحدٌ، فلا تتخذ ذلك سبباً للإساءة إليه، وإذا أخطأ أحد في حقّك فلا يكن ذلك سبباً في أن تخطئ في حقه.
12 لاتُضَحِّ بأدبِك في سبيل تأديب ولدِك، أو لا تُفْسِد أدبَك في سبيل تأديب ولدك.
وذلك يحصل غالباً بسبب الإخلاص وشدة الحماسة للإصلاح؛ ومظاهر هذا التصرف ربما تنحصر في أمرين : إما أن يكون ذلك باستخدام وسيلة أو أسلوب في التأديب غير مشروعة، وإما أن يكون ذلك بمجاوزة ينبغي أَن تَعْلَم أَن أَقلَّ ما عليك أن تُعَامِل الناس به، العدلُ والإنصافُ من نفسك. وإذا احتاج الناس إلى قاضٍ يأخذ لهم الحق منك؛ فأعلم بأنك رجل سوء.
14 إذا أردتَ الاجتهاد في تحصيل الأخلاق الحميدة؛ فعليك أن تَعْلم فضلها وفوائدها في الدنيا والآخرة؛ لتعرف عن أيِّ شيءٍ تطلب.
15 تكاد نفسُك تكون كالمرآة، يَظهر فيها أخلاقُ مَن تُصَاحِبُ وأفكارُ ما تقرأُ؛ فاختر الطيبَ من ذلك دائماً.
الحدّ في استخدام المشروع سواء في المقدار أو الكيفية أو في وضْع المشروع من ذلك في غير موضعه
16 بإمكانك التعرفُ على حقيقةِ أخلاقِك بالنظر إليها في الحالات الآتية :
إذا خلوتَ. وإذا غضبتَ. وإذا احتجتَ.
وإذا استغنيتَ. وإذا قَدِرتَ.
17 اعلمْ أن عليك أخلاقاً ينبغي أن تلتزم بها مع أعدائك، كما أن عليك أخلاقاً يجب أن تلتزم بها تجاه أصدقائك.
18 يجب أن تفعل الخير وتلتزم بالأخلاق الفاضلة مع الناس، دون أن تشترط لنفسك شروطاً.
لا تكتفِ بظنِّ صواب ما تَطْلُبه أو تفعله أو تؤمنُ به، إذا كان اليقينُ فيه مُمكِناً، ولا تدفعِ اليقين بالظن بل العكس، واستعملْ هذا المنهجَ دائماً فيما تَميلُ إليه نفسُك.
20 إذا ساءك تصرف أخيك تجاهك، فلا تُسَلِّمْ لِمَا يَهْجمُ على قَلْبك مباشرة من تخطئتِه ونقدِه والغضبِ منه، بل اتهمْ نفسك أولاً، وحاكمْها، فَلَعلَّك تكون أنت المخطئ، فإِن لم يظهرْ لك خطؤك فالْتمس لأخيك عذراً، فلعله يكون معذوراً وأنت في الشك واللوم تغرق
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اتمنى ان ينال الموضوع اعجابكم
انا في انتظار ردودكم مروركم ينور صفحتي