المبَالغة فِي وصفِ القراء ..... دَعوة للإنصافِ والموازَنـة

المبالغة في وصف القراء ...

السلام عليكم ..

لاشـك أيها الكرام , أن أي إنسان في مقتبل عمره قد يعلق قلبه , وتسكن نفسه لقارئ معـين
إما لجمال الصوت , أو
لخشوع تلاوته , أو لتأثير البيئة المحيطة به , كأن يكون الأهل كلهم يسمعون
لذلك القارئ , أو أنه إمامٌ للحي الذي يسكن فيه
المهم أن أسباب محبة
القراء كثيرة , ولست عن هذه الجزئية أتحدث , إنما الحديث يدور حول إزدياد
هذا المحبة لدرجة مذمومة, ينشئ عنها أموراً سلبية كثيرة سأذكر طرفًا منها
.. !

1/ ( المبالغة في الوصـف ) .. وهي من أكبر السلبيات , ولأجل هذا جعلتها عنوانًا للموضوع ...
أيها الأفاضل / المبالغة لاتأتي إلا بسبب العاطفة إما من فرط رضا أو غضب
فالعاطفة إن دخلت في الأحكام أفسدتها , وفي الحدود عطلتها
لأنها تبعد الإنسان عن التجرد والإنصاف
وهذا ما أراه عند بعض الشباب , فحينما يُعجب بقارئ فاضل , تجده يكيل المدائح دون أي تفطن أو تعقل لما تعنيه
هل تريدون أمثلةً على ذلك .. ::
أحدهم كتب , أن القارئ أو الشيخ فلان , y]لم ولن تلد الأمهات مثلـه ]
معقولــة !! وهل أحطت بعلم الغيب سابقًا ولاحقًا حتى تقول مثل هذا الكلام .. ومايدريك عن السابقيـن وأحوالهم واللاحقين واخبارهم ..
بصراحة لن أسهبَ بضرب
الأمثلة , حتى لايظن أحدٌ ما أنني أتقصده , لأن من يتأمل بعض المواضيع
الموجودة في بعض الأقسام يجد عناوينَ تشمئز منها النفوس , وأوصاف والله
لربما القارئ نفسه لو علم مارضي بتلك العناويـن والكتابات .
أذكر أن أحد الأشخاص وهو لايعرف من التجويد إلا نزراً بسيطًا جدا y]أقولها بحق ولأني أعرفه ] سمعته يفيض من المدح والإطراء للقارئ فلان , وبأنه بلغ من إتقان علم التجويد مبلغًا عظيما
وذلك خلاف الحقيقة فذلك القارئ هو صاحبي ولازال في بداية الطريق .. وأتمنى له التوفيق والسداد ..
فكيف يحكم عليه أن متقن وهو أصلاً لايعرف شيئًا في ذلك الفـن ..
لايظن ظان أنني بهذا الكلام , أتقصد إزدراء القارئ, لكنني ضد أن نمدح أحداً في شيء لانعرفه ولانفقهه..
وهذا يحصل في حياتنا اليومية , فلايَحكم على طبيب ما بأنه بارع إلا طبيبٌ بارعٌ عارفًا بفنه .. !
وأذكر أني أخطأت في فترة ماضية , حيث كتبت في أحد المنتديات كلامًا عن قارئ محبب لي
فبجرة قلم وسهو مني _ عفا الله عني وعنكم _ زدت في وصف مدى معرفة ذلك القارئ في الوقف والإبتداء , فنبهني أحد الأخوة الذين أحبهم في الله .. !
ثم نظرت وتأملت ..! وخلعت جلباب العاطفة ..
فوجدت أني بحق قد بالغت
في وصفه , ومع جلالة قدر ذلك القارئ إلا أنه لايصل إلى المرحلة التي جعلته
فيها , ولو علم مارضي بما قلت عنـه ..

2/ ( ليس شرطًا أن يعجب الناس بالقارئ الذي تحب ) ..
بعض الشباب إذا أحب قارئًا معينًا , يريد الجميـع يصغي له الاسماع ..
ويود أن كل من في الأرض قاطبة أن يُجمعوا على جمال صوتـه ..
ويطمح أن جميع الأعضاء يردوا على موضوعـه ويشكروه ..
ويستغرب من فلان كيف لايعجب بقارئه المحبوب
ولربما إتهم ذوائقهم واختيارهم بسبب عدم محبتهم لقارئه ..
وكلما جلس في مجلس جاء بذكر القارئ فلان , وقام بتشغيل المقاطع الصوتية في جواله
_ ولاشك أن المقاطع القرآنية باب خير_ لكن لايعني هذا أن تشغل جلوسك وأصحابك .. !

فإذا أذن المؤذن ألزم من معه إلا بالصلاة مع قارئه.. وإذا ركبوا في السيارة أسكت أصحابه وأرغمهم بسماع السورة الفلانية له ..
وإذا أنتهت الصلاة بدأ
يحلل ماقرأ من مقام الحجاز وكيف تحول منه إلى البيات , وطريقة قراءته في
بداية الركعة الثانية تختلف عن نهايتها .. وهذا لاشك يؤذي من حوله , وقد قيل لو أن حكيمًا زار قرية وبدأ يتحدث لهم عن الشمس مدة شهر لكره سكان القرية الشمسَ ونورها . .
وقد حدثني أحد الأصدقاء بأنه لايرغب القارئ فلان , بسبب صديق لنا مولع به كلما جلسنا أتى بسيرته
إذا أحببت قارئًا فلايلزم أن يعلم سكان المنطقة والجيران وأن تتصرف تلك التصرفات .

3/ ( تهميش القراء الآخريـن ) .. ولأن قارئه المحبوب بلغ ذروة الكمال في نفسه , فالقراء الآخرين لايساوون شيئًا عنده ! n]هذا لسان حال بعضهم ]

وهذا واقـع مشاهد , فتجد الشخص ينشطُ لانتقاد القراء الذي لايرغب السماع لهم
ويحاول أن يتببع أي عثرة منهم , ليس لغرض الإفادة إنما ليثبت في نفسه أن قارئه فلان أفضل ..
للأسف إن قلت لكم أن هذا أمر حاصل وإن جحده البعض ..

4/ ( التحزبات ووغر الصدور ) .. أذكر قبل سنوات حصل نقاش ونزاع بين صديقيـن بسبب قارئ
الأول يقول أن القارئ لديه كذا من الأخطاء , والثاني يدافع , حتى طال النقاش وإتهمت النوايا ..
بسبب إيش ؟! ياجماعة الخير الأمر لايعدو وسيلة لتدبر القرآن , فلما هذا النزاع
وتجد هذا في بعض المنتديات .. والله المستعان ..


5/ ( لباس المشيخة ) .. ليس كلّ قارئ شيخ , وليس كلّ شيخ قارئ ولعلنا ننتبه ..
هناك قراء لكنهم ليسوا بمشايخ , نحن لانقلل من شأن كلمة قارئ , فهي كبيرة أيضًا ..
لكن ليعلم الجميع أن لباس المشيخة لاينبغي أن نلبسه من نشاء ..



6/ ( التقليد ) وهي مسألة طرحت من قبل واشبعت نقاشًا , فالحب الزائد للقارئ قد يجعل الشخص يحاول أن يتكلف تقليده , لاحظوا قلت : [ يتكلف ]
ولا أعني بذلك القراءة العفوية التي تأتي من كثرة السماع .. وما أجمل أن ينفرد الإنسان بصوته وطريقته ..


أيها الأفاضل : إن القراء بشرٌ .. ومعرضون للفتن والخطر ..
فمن كان يحب قارئًا فليدعوا له , فليدعوا له , فليدعوا له , فذلك خير من الثناء والإطراء ..
وأرى من بعض الأعضاء مبالغة في عناوين المواضيع , قد يقصدون بذلك جذب المتصفح
ولكن النتيجة في بعض الأحيان تكون عكس مايريدون , فتصاب النفس بالاشمئزاز عند قراءة العنوان كما ذكرت سابقًا , وعن نفسي حينما أجد عنوانًا مبالغًا فيه أتكاسل الدخول إليه ..

وهل سأندم إلم استمع إلى تلاوة القارئ فلان , وهل سأخسر إلم أصغي للقارئ فلان
وهل سأفوت أمراً جللاً وشيئًا عظيما..؟!
تلك تلميحات سريعة , لبعض العناويـن التي حددت وعلقت الخسارة والندم بمجرد استماعك لتلاوات ذلك القارئ . .


أنا لا أتقصد أحداً بعينه , لكنني أقول هذا الكلام لما أرجوه من نفسي ومن واخواني , وأحبابي في هذا المنتدى المبارك , أن نكون منصفيـن , عادلين , مقسطيـن , عند القول والعمل ..

وأختم بقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ..
وقوله تعالى ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) .

ممممممممممممششششششششششششككككككككككوووووووووووووووووررررررررررر