أرجوك لاتخرج حتى تكمل: أخي الحبيب. أخيتي الفاضله .
هانحن نستقبل الآخره وقد استدبرنا الدنيا وهاهي الايام تمضي يوما بعد يوم
والكثير من أخواننا وأخواتنا يلهثون وراء الدنيا وملذاتها ومنهم من قضى
نحبه على المعصيه والعياذ بالله، فتعالوا بنا نجعل جلساتنا خلف شاشاتنا
جلسات خالصه لوجه الله تعالى قبل فوات الأوان فاليوم نحن نضحك وغدا والله
ربما سوف نبكي في مراتع الدود ن فالفرصه أمامنا مادمنا أصحاء سالمون.
فوالله لا أتكلم بهذا الكلام تهمة لكم لاني على يقين كامل انني اخاطب من هم
أفضل مني من أهل العقول والبصائر فانني اخاطب ضمائركم الحيه. لقوله تعالى
."وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين" فهذا الرجل الصالح يزيد الرقاشي رحمه
الله تعالى كان يعاتب نفسه ويقول: ويحك يايزيد, منذا يصلي عنك بعد الموت ,
منذا يصوم عنك بعد الموت, منذا يترضى ربك عنك بعد الموت. ثم يقول أيها
الناس" ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم, من الموت طالبه, والقبر
بيته , والتراب فراشه. والدود أنيسه . وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر كيف
يكون حاله. فها هي أحوال كثير منا من يئن تحت وطئة الشهوات والملذات حتى
أصبح هناك من هم عباد لهذه الشهوات وهم يعلمون انهم موعودون بما ذكر يزيد
الرقاشي. أيا عبد كم يراك الله عاصيا.. حريصا على الدنيا وللموت ناسيا..
أنسيت لقاء الله واللحد والثرى.. ويوما عبوسا تشيب به النواصيا.. لو أن
المرء لم يلبس ثيابا من التقى.. تجرد عريانا ولو كان كاسيا.. ولو أن الدنيا
تدوم لأهلها .. لكان رسول الله حيا وباقيا.. لكنها تفنى ويفنى نعيمها..
وتبقى الذنوب والمعاصي كما هيا. وهذا الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى التقى
في رجل وسأله فقال له كم عمرك؟ فقال الرجل ستون سنه, فقال الفضيل الله
أكبر إذا أنت منذ ستون سنه وأنت تسير الى الله, فيوشك أن تصل. فقال الرجل
إنا لله وإنا إاليه راجعون. فقال الفضيل هل عرفت معناها؟ فقال الرجل نعم.
عرفت أني لله عبد وأني إليه راجع. فقال الفضيل من عرف أنه إلى الله راجع
عرف أنه موقوف ومن عرف أنه موقوف عرف أنه مسؤول ومن عرف أنه مسؤول فاليعد
للسؤال جوابا. فبكى الرجل وقال يافضيل ما الحيله؟ فقال يسيره فقال كيف؟
فقال الفضيل أن تتقي الله فيما بقى يغفر لك الله فيما مضى وما قد بقى. أخي
الحبيب أخيتي الفاضله فها هي قوافل التائبين تسير فالنلتحق بهم ونركب معهم
قبل أن ينتهي الاجل. سامحوني أطلت عليكم فالتمس منكم عذرا والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
موضوع: أخي" أختي" 
