كفاك يا قلب أماني !
أعياك وَلَه الحب لتعيش بذلةٍ , وأنت راضٍ! أمن الشوق هذا !
أيم والله !
لولا حديثي إياكَ لمَ فيه من الصفاء والود , ما وجدت إشراقة الوجه , وصفاء الطبع كتمت حبي عنكَ ليفيض منه الجسد , وتنطق به الروح . أسهر الليل معكَ , وأصاحب روحكَ لأستيقظ وقد أبلى الهوى من الجسد . سكن الروح أنتَ , كأس الهوى , ونديم القلب صفتكَ .
لن يستقيم حال وجودي إلا بالنظر لوجه حسنكَ , وفطنة ذكائكَ , وفكر مناقشتكَ . ربما أكون تجاوزت مقدار الشجاعة لأقع على الأرض كلمى العشق , وألحق بالمتنبي .
عصفورةٌ أنا يا عزيزي تأمل أن تطير , لكن جناحيها بترت وفي الوجود أمران ينبهان البشر إلى الفناء أتعرف ما هما ؟
كثرة التفكير بالأطلال البالية , وقصر إقامة اللحظات الحلوة .
لكن من المستحيل بعد الآن أن تبعد عن روحها الأمل الذي وهبها رهافة الحسّ , ودفقة الشعور باللذة والألم مع أن الجسم بات معتلًا ومحال أن يصفو إلا إذا أهديته مكرمة رضاكَ , وسحر هواكَ .
سلاحي هو الهوى , والطرف ينم شوقا للقائكَ بعد أن سقيتني دم مداد روحكَ , ورويتني من غدير عبق ألفاظكَ لا يخالطك بعد اليوم الظنّ في أدبي , لأنه أتى إليكَ من أعظم تاريخ قلب شهدت له الأرض .
ألذ المعاني ترتفع وتنخفض أمامكَ روح وريحان يفوح من جنة زهركَ حكمة , ونثر, وشعر يهبط من سماء فكركَ لأملأ منها وعاء الروح وأنا آمل أن أهبكَ كنوز لألئ حكمة الكلم أقول لك هذا وحركة القلب تفور ولن تسكن وتهمد إلا حين تنأى الروح وتنفصل عن الجسد أتدري لمَ ؟..
لأجد نفسي فأقول للشمس اغربي لتشرقي فجرًا , وصبحًا منيرًا عليه في النهار .
في روحكَ معاني سحرية يكشفها ضوء فكركَ , وعشق هواكَ .
ليست هذه فلسفة بل وميض أمل مازال يلمع في سماء الحب حاجتي إليكَ أن تلمس شغف روحي لتعرف ما في القلب وحسبك من هذا الذي يسبق .
أنا إنسانة تأمل أن تصعد إلى قلب حبها , وتسمع رنين أجراس خفقاتها .
لا تعجب بعد أن وجدت معكَ نسيم الكون يذوب شغفا للقاء الحبّ , وبسمة النجم تغطي ثوب الشباب , وإكبارة الربيع – بالرغم من الألم – تنفذ بيسر ولين لتحتل جوارح القلب . كل ما في كياني ينطق بحقيقة نفحة الحب , وقد كسوتها لكَ من الوحي جوّا عطرًا , وأرسلت إليكَ من النغم سرًا ملهمًا .
أتاني النسيم من روضة جنانكَ , وهبط عليّ وحي الكلم من عبق حديثكَ. وإن كنت تريد أن تبعدني حيث شئتَ فدعني أعدو لحبك بعد أن وهبتكَ قلبي وجعلته ملكًا لكَ ...