سراويل، ولكن...!!!

سراويل، ولكن...!!!


تناقلت الأجيال عندنا مثلا يقول (كل ما يعجبك، والبس ما يعجب الناس) ولأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، فقد تجد الشاب الذي يميل بطبعه المحب للجمال، والعاشق للأناقة ولفت الأنظار إلى انتقاء آخر صيحات الموضة… وإن كانت هذه الصّيحات بعيدة عن ذوق مجتمعه!!
الموضة هذا السّحر المستورد من وراء البحار والمحيطات، وهذا المراد الرهيب الذي ما يفتأ يظهر حتّى يسحر عيونهم، ويغشي قلوبهم ويدوس عقولهم، فتجدهم يتبعونها دون اعتبار لكونها تخالف تعاليم دينهم، وعرفهم الخُلقي… وما أبشعهم وهم يعتنقونها فيقعون في فخّ الغراب الّذي أراد أن يقلّد مشية الحمامة فلا هو قلّدها ولا هو تذكّر خطوات الغربان.. جلباب الموضة، السّراويل المتساقطة، تسريحات الشّعر المتطاير.. حتّى تحسبهم مجانين فرّوا من مستشفاهم.
دون خجل يخرج الشّاب من بيته يرتدي سروالا تحسبه سيقع بعد هنيهة كاشفا بعضا من عورته دون مراعاة لوصايا نبيه صلى الله عليه وسلم، ودون مبالاة للإحراج الّذي سبّبه لمن يشاركه الطّريق، والشّارع، والمدرسة، والجامعة ومؤسّسة العمل… يمشي بكلّ اعتزاز بالنّفس كمن تخلّص من قيود جلاّده.. نعم هذا ما يحتجّ به بعضهم إذ يقولون أنّ هذه السّراويل ارتداها نجوم الرّاب الّذين انتفضوا على واقعهم الظّالم، فكانت رمزا للتّمرد والعصيان على القهر، والحريّة!!! (وما دخل السّروال مادامت الكلمة تدوّي؟؟!!) أمّا الأغلبيّة فلا حجّة لهم سوى أنّها الموضة!!!
السّراويل المتساقطة صورة بشعة لمضمون أبشع، فأوّل من ارتداها سجناء أمريكيون يعانون من الشّذوذ الجنسي، إذ كانت علامة التّعارف بينهم لارتكاب الفاحشة… فأيّ تقليد أعمى!! وأيّ فاجعة هذه الّتي وقع فيها أبناء الأمّة؟؟!!
لا يختلف اثنان على ضرورة اهتمام المسلم بهندامه وهيئته ونظافته ليعطي أبهى صورة عن المسلم الحقيقيّ، ولا نختلف أيضا أن يساير الشّاب المسلم عصره حتّى يكون قريبا ممّن يعاصره ولكن عليه أيضا أن ينتقي ما يساير أخلاق الإسلام وأوامر ربّنا تبارك وتعالى، ويتجنّب نواهيه.. فيجمع بين الأولى والآخرة.