السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الديناصورات كائنات حيوانية تعود -كما يقولون- إلى العصر الطباشوري، انقرضت فجأة من كوكبنا بسبب ارتطام جسم فضائي بالأرض، وما دلّ على وجودها -يقولون- سوى الجماجم والهياكل العظمية، وبعض الآثار المتحجّرة الّتي عثر عليها علماؤهم بعد التّنقيب والبحث المضني...
وفي زماننا هذا تعتبر الدّيناصورات الحيوانية مجرد خيال لا ندري فعلا أكان لها وجود فيما مضى من الأزمنة الغابرة، أم أنّها مجرد رسم من الخيال لإبعاد العقول عن الحقيقة.. مثلما حصل ويحصل
يطلق (اليوم) لفظ ديناصورات على بعض الشّخصيات الإنسانيّة، ولا أدري أأصبت بقولي: (إنسانيّة)؟، وأغلب الظّن أنّني أخطأت
هم آدميون، ولكنّهم يشبهون الدّيناصورات، والشّبه ليس خَلقيا طبعا، وإنما معنويّ، تساءلت: لم الدّيناصور بالضبط؟ ورحت أبحث عمّ يميّز هذا الحيوان المسكين هذا الّذي يضربون به المثل عند الحديث عن هذه الوحوش البشريّة...
يقال أنّه ينتمي إلى السّحليات وهي حيوانات باردة، ووجدت أنّ البرود من مميّزات تلك الديناصورات الآدمية فقد يقتلون القتيل، ويمشون في جنازته باكين منتحبين...
يقال كذلك أنّ الدّيناصور يعمّر طويلا، وما أطول أعمارهم!! يتجبّرون، ويجلدون، ويمارسون خلالها كلّ قذارة بحقّ الضّعفاء، ويمارسون حياتهم بشكل عاديّ بدون تأنيب للضّمير، وبدون حرق للأعصاب!!
ويقال أنّ الدّيناصور حيوان قوّي جدا، وما أقوى من شُبّه به، يقوّيه المال، والسلطة، والحصانة، ويزيده قوّة ضعف من هم حوله، ومساندة أعداء الله له...
كما يضيفون أنّ الدّيناصور من الحيوانات الضّخمة، وما أضخم أيديهم الّتي يبطشون بها، وينهبون بها أموال الضّعفاء والمساكين، ويزجّون بها من شاؤوا في غياهب السّجون، ويحملون بها أسواط القهر والتّعذيب...
يتغذّى الدّيناصورات بعضها على اللّحوم وأغلبها على العشب ولا أدري هل كانت هذه الفصيلة الحيوانيّة تأكل بعضها البعض؟ بينما تعتمد ديناصوراتنا البشريّة في تغذيّتها على أقرانها من بني البشر...
شكل الدّيناصور الحيواني مرعب يخيف كلّ من رآه، ولكنّ أشكالهم يزيّنها النّعيم الّذي يلفّها، ويزهرها عزّ الدّنيا الزّائلة...
الدّيناصور حيوان من العصر القديم جدّا تتناسب معطياته مع طبيعة العيش في ذلك الزمن، بينما هم يعيشون في عصر ذهبيّ يرفعون رايات الدّيمقراطيّة والنّزاهة، والعدل بيد، ويبنون كهوف الدّيكتاتورية باليد الأخرى... بل بحوزتهم أياد كثيرة مثل الأخطبوط فهل لنا أن نتخيّل حيوانا نِصفه ديناصور ونصفه الآخر أخطبوط لنشبّههم به؟؟
لم يرو أيّ باحث أنّ الدّيناصور كان يختفي وراء الأشجار أو الحشائش لينقضّ على فريسته، بينما ديناصورات اليوم لا يراها أحد وهي تنقضّ على من يجاهر بكلمة الحقّ...
فريسة الدّيناصور هدف لإشباع غريزة الجوع لا غير، بينما فرائس أصحابنا لإشباع غريزة الشّيطان... فهل لنا أن نتخيّل الشّيطان حتّى نشبّههم به؟؟؟؟
وصلت أخيرا إلى استنتاج أنّه لو كان للديناصور اليوم وجود لشبّهناه هو بهم
وليس هم به..
يا ترى ما الحلّ لجعلهم ينقرضون، أيلزمنا جسم فضائيّ آخر؟ أم...؟؟؟؟