ارتفاع نسبة الدهون في الدم يزيد من خطر الإصابة بالزهايمر
النسيان ... الأغذية الملونة تكافحه !
هنالك فرق بين النسيان المؤقت وفقدان الذاكرة بشكل دائم
يعتبر النسيان العابر حالة شائعة، ويزداد مع تقدم السن، فالحفاظ على
المعلومات الجديدة هي أولى الوظائف الذهنية التي تتدهور مع التقدم في السن،
والمثير للدهشة أن كبار السن يتذكرون أمورا حدثت لهم منذ عشرات السنوات
بشكل جيد، بينما قد لايتذكرون أمورا حدثت لهم قبل عدة أيام.
إن من المهم أن نميز بين النسيان المؤقت وفقدان الذاكرة بشكل دائم، فكلنا
نصاب بحالات من النسيان، قد يختلف نسبتها من شخص لآخر، وعندما يكون النسيان
بسبب انشغالنا بأمر هام آخر، فهذا النوع من النسيان غير خطير ولايستدعي
القلق، رغم أن ذلك قد يتسبب في إحراجنا أمام الآخرين، أما إذا كان نسيان
المعلومات يؤثر على أداء الوظائف العادية فذلك يعني مشكلة مرضية، ويتطلب
الأمر ضرورة الاستشارة الطبية عندما ننسى اسم الزوجة أو نسيان طريق العودة
إلى المنزل.
إن عملية تخزين المعلومات في الذاكرة هي عملية كيميائية بيولوجية معقدة
جدا، نجهل الكثير منها، ومع ذلك فهي قريبة الشبه بنظام الحاسب الآلي الذي
يتواجد به نظامان للذاكرة، إحداهما يسمى القرص الصلب الذي يحتفظ بالمعلومات
بشكل دائم، والأخرى ذاكرة مؤقتة لاتحفظ المعلومات ولكنها تتعامل مع تلك
المعلومات في لحظتها، ولا يحتفظ بها إذا لم يكن هناك سبب يستدعي ذلك، فدماغ
الإنسان لايستطيع حفظ المعلومات الهائلة التي يحصل عليها إذا لم يكن هناك
سبب يتطلب حفظها، فالتجارب الحية الغنية بالصورة والأصوات والمشاعر وتحليل
المواقف، كل ذلك من الأمور التي قد يتطلب من الدماغ حفظها وتذكرها بشكل
أفضل من بعض الأمور الأخرى مثل حفظ الأرقام، علما بأن تشتت الانتباه يؤدي
إلى صعوبة تذكر الأشياء أو الحفاظ على المعلومات.
تعتبر مادة الأسيتيلكولين في جسم الإنسان هي المسؤولة عن تحويل الذاكرة
المؤقتة إلى ذاكرة دائمة، ولكن من أهم أسباب الإصابة بفقدان الذاكرة هو نقص
في الناقلات العصبية، وبالرغم من أن هذا النقص لايظهر إلا بعد عدة سنوات
من بدء الإصابة به، إلا أن أعراضه تبدأ بالظهور عادة عند الإنسان حين بلوغه
الخمسين. ففقدان الذاكرة هو بسبب اختلال قدرة الدماغ على الأداء بشكل
طبيعي وعدم القدرة على التركيز والحكم والتفكير والاستيعاب وهي حالات خطيرة
قد تصل إلى مايسمى "العته" Dementia، وتؤثر هذه الحالة عند الإصابة بها
على النشاطات اليومية. بينما الإصابة بها لدى البالغين تحت سن الخمسين عاما
قد يتعلق بعدد من العوامل، منها الالتهابات الفيروسية والزهري (السفلس)
وإدمان الكحول ونقص فيتامين B12 وأورام الدماغ والنزيف وجلطات الدم ومشاكل
الغدة الدرقية والاكتئاب الحاد، أما لدى كبار السن فأكثر الأسباب شيوعا هو
الإصابة بمرض الزهايمر (الخرف) والسكتة الدماغية التي يسببها تصلب
الشرايين.
النسيان يزداد مع تقدم السن
يعتبر تشخيص مرض الزهايمر وعلاجه من الأمور الصعبة، فهو أكثر أسباب فقدان
الذاكرة،وحسب الإحصائيات الأمريكية فهو يصيب نصف عدد الذين يعيشون حتى سن
85 عاما، وتؤدي نسبة 15% من حالات فقدان الذاكرة إلى مرض الزهايمر، ورغم
الدراسات العديدة التي تجرى على هذا المرض، إلا أن هناك بعض الغموض في
أسباب المرض، ولكن من المؤكد أنه مرض يصعب علاجه والشفاء منه، ويؤدي في
النهاية إلى خسارة خلايا الدماغ، فمرض الزهايمر هو من المراحل الأخيرة
لتدهور خلايا الدماغ، وقد يؤدي إلى الوفاة بعد فترة من ثماني إلى عشر
سنوات.
طرق المحافظة على سلامة الذاكرة
من أفضل الطرق للمحافظة على سلامة الدماغ، هي المحافظة على صحة الجسم،
وهناك بعض الطرق التي تساعد على المحافظة على الوظائف الذهنية، منها:
1- التمرينات الذهنية: من المهم التعرض للمحفزات الذهنية للحفاظ على
التركيز والذاكرة، فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتعرضون للتحديات
الفكرية أكثر حظا في الحفاظ على ذاكرتهم والتركيز مع تقدمهم في السن، ولكن
الإجهاد المزمن يأتي بنتائج عكسية، فقد أثبتت أبحاث أخرى أن الإجهاد المزمن
يعيق التركيز ويضر خلايا الدماغ، ولعلاج مثل هذه المشكلة يتم الاستعانة
بطرق التأمل وأساليب الحد من الإجهاد.
2- تناول الأغذية الملونة الطبيعية، فهي تحتوي على الكاروتين والفلافونيد،
حيث يساعد تناول الفاكهة والخضار الغنية بالألوان الطبيعية في المحافظة على
الأوعية الدموية وأنسجة الدماغ.
3- ابتعد عن الأغذية الدهنية المشبعة، فارتفاع نسبة الدهون المشبعة
والأحماض الدهنية في الدم تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، أما الدهون
غير المشبعة الموجودة في الأسماك فهي ضرورية لحماية نسيج الدماغ والوقاية
من التدهور الذهني.
4- عزز من مستويات الفيتامينات داخل الجسم، بتناول الأغذية التي تحتوي على
فيتامينات ج Vit-C وفيتامين ه Vit-E ، وربما يتطلب الأمر عند التقدم بالسن
تناول المكملات الغذائية للحفاظ على الوظائف الدماغية، حيث أن تناول (400)
وحدة يومية من Vit-E تؤدي إلى حماية خلايا الدماغ، بينما الجرعة العالية
(1000) إلى (2000) وحدة يوميا مفيدة في الإبطاء من تقدم حالة الزهايمر، كما
أن الجرعة نفسها من Vit-C لها التأثير نفسه. ويجب استشارة الطبيب قبل
تناول أي جرعة من المكملات الغذائية.
5- تناول الليسيثين ، وهو مركب موجود في فول الصويا، فهو يحتوي على العديد
من العناصر التي تساعد في الحفاظ على معدلات جيدة من الناقلات العصبية في
الدماغ.
تناول الفاكهة والخضار الغنية بالألوان الطبيعية