بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة الى كل الأعضاء الأكارم في كل ركن من أركان منتدانا العزيز
نعيش في هذه الأمسية جو من الاثارة و التشويق يسبق الحدث الكبير الذي ينتظره عشاق المستديرة في الوطن العربي عامة والجمهورين الجزائري والمغربي على وجه الخصوص كيف لا والأمر يتعلق بالقمة الكروية العربية التي ستحتضنها عاصمة الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط مدينة عنابة المضيافة التي أعاد سكانها الى الذاكرة صور ومشاهد تأهل المنتخب الوطني الى نهائيات كأس العالم العام الماضي حيث لم تنم الولاية منذ اعلان الاتحادية اقامة المباراة على ملعب 19 ماي 1956 وسط فرحة عارمة اجتاحت الجماهير التي أعدت العدة لاحياء هذا العرس الكروي الكبير
تعتبر هذه المقابلة مصيرية للمنتخب الوطني وبدرجة أقل للمنتخب المغربي الذي سيحرم هذه المرة من عاملي الأرض والجمهور بالنظر الى مشوار المنتخبين في أولى مبارتين لهما ضمن تصفيات كأس أمم افريقيا 2012 المزمع اجراؤها مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية حيث يتذيل المنتخب الوطني المجموعة في حين يتصدر نظيره المغربي بالاشتراك في عدد النقاط مع المنتخبين السيراليوني والحصان الأسود منتخب جمهورية افريقيا الوسطى هذا الأخير الذي فاجىء الكل بفوزه على الخضر في الجولة الثانية بهدفين لصفر
بعدما استظهرنا وضعية المنتخبين في المجموعة ننتقل لنتحدث أيضا بايجاز عن ظروف ومعطيات هذه المباراة ونبدأ بالمنتخب المغربي الذي يعيش نهضة حقيقية مع المدرب المستقدم حديثا ايريك غيريتس الذي يسعى لكتابة صفحة جديدة مع أسود الأطلس وهو الذي سيستفيد من وجود جيل يضم لاعبين على مستوى عالي جدا أغلبهم ينشط في أقوى البطولات الأوروبية يبقى عليه ايجاد الحبكة المناسبة لتنظيم صفوف فريقه الذي سيستفيد بلا شك من التجربة الودية التي خاضها الشهر المنصرم ضد الفريق الايرلندي في الجهة المقابلة يبدو أن مهمة أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة في غاية الصعوبة وهم المطالبون بتحقيق الانتصار ولا شيء غير الانتصار نظرا لافتقار المنتخب للمنافسة بسبب الغاء المباراة الودية التي كان من المفترض أن يجريها المنتخب الوطني أمام شقيقه المنتخب التونسية لأسباب خفية قوبلت بأعذار واهية وغير مقنعة المهم أن المنتخب في وضعية لا يحسد عليها فيما يخص معطيات اللقاء و لحسن الحظ أن المجموعة معتادة على هذه الأجواء وهي تعيش أحسن أحوالها بحيث استطاع معظم اللاعبين المستدعين أن يحجزوا مقاعد أساسية ضمن فرقهم وهم يشاركون بصفة منتظمة خلال الجولات الأخيرة التي سبقت هذا التربص
نأتي أخيرا لننظر في حظوظ المنتخب الوطني التي لا أجزم في مصداقياتها لا اذا قلت موجودة أو قلت عكس ذلك و كم هي التوقعات عديدة ومتنوعة غردت بها الجماهير طوال الأيام القليلة الماضية فمنهم من يثق بمقدورة المنتخب على تخطي العقبة بنجاح و منهم من يشكك في قدرة المنتخب على تجاوز المنتخب المغربي القوي كما يصفونه والبعض الآخر ومنهم أنا لم يحددوا موقفهم حيال المواجهة ولا يريدون اطلاقا وضع ولو تخمينات للنتيجة النهائية ولهم أسبابهم الخاصة التي يرونه الأرجح والاسلم لحماية مشاعرهم من الصدمة في آخر المطاف وأتمنى من الجميع أن يحدوا الجميع حدو هذه المجموعة الأخيرة لأن المنتخب للأسف ولظروف خارجة عن نطاق الأحوال الجوية ووزارة الري والشركات المصنعة للعشب الطبيعي يعيش مجددا مرحلة فراغ اذا تفادينا وصفها بالمرحلة الانتقالية فالمنتخب بعيد عن كونه محضر وجاهز لمواجهة الغد التي لا أعتبرها مصيرية ولا تعني بالنسبة لي نهاية العالم يكفي أننا سنشاهد لاعبي المنتخب الوطني يصولون ويجولون على أرضية الملعب والمهم هو تقديم وجه مشرف يليق بصمعة الكرة الجزائرية وللمنتصر مني ألف تحية وتقدير ولو كان الفريق الخصم والحقيقة أن المنافس ليس بالغريب فمن منا ينكر مساندة الجمهور المغربي للخضر في السودان وجنوب افريقيا والمحطات والمشاهد التضامنية والأخوية التي اتسمت بها العلاقة بين جماهير المنتخبين حتى لا نقول الشعبين وندخل في متاهات سياسية كم هي كثيرة اذا المحطات التي شهدت على كلامي والتاريخ كفيل بتوثيقها واثباتها لكل من سولت له نفسه زرع الفتنة وتصوير المقابلة على أنها موقعة حربية لاراقة الدماء
رجائي الأخير أن تسود الروح الرياضية مجريات اللقاء وأن يتحلى الجمهور في كل الظروف بالتحضر ويجعل من المقابلة عرسا حقيقيا تعلق ذكراه في الأذهان وأن يخيب ظن المشككين في قوة ومتانة العلاقات الطيبة بين الجمهورين وأن يتفادا اللاعبون الوقوع في فخ العصبية وأن يقدموا كل ما عندهم تشريفا لمنتخبهم وانجاحا للحدث الجميل
نتمنى للجميع فرجة ممتعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركات