رأيت فيما يرى النائم.. أن أحد المراكز الإعلامية قد بعث لي خبرا يقول فيه: استقبل يوم أمس رئيس نادي (س) في مكتبه الرسمي بمقر النادي، شقيقه رئيس نادي (ص)، وأكد الطرفان حرصهما على تعميق العلاقات الثنائية في مختلف الألعاب وعلى تجاوز كل العقبات منذ توقيع معاهدة السلام بين الناديين لتحقيق روح وأخلاق التنافس الرياضي في كافة الاستحقاقات التي تجمع الطرفين!
لا أمارس نحو هذا الخبر أعلاه أي نوع من أنواع الاستغراب أو أي شكل من أشكال الإنكار.. كما أنني لا أستبعد إمكانية قراءتنا له في القريب العاجل، أو أبناؤنا من بعدنا... إلا إذا تدخل الأمير الشاب فورا ليذيع البيان رقم واحد.. الذي يعلن فيه الإطاحة بكل دخيل على الرياضة.. وكل من يتلو أمنيات النجاح أثناء سعيه لنقل الصراع على الكرة من الملعب إلى خارجه من أجل صنع مشهد ساخن ينتصر فيه لأجندته الخاصة.
لقد أعزنا الله بالإسلام.. وحثنا رسوله الكريم على حسن الخلق.. ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الوسط الرياضي السعودي ملفوفا بأخلاق ديننا الحنيف وآدابه وسلوكه.. وينبغي على رعاية الشباب أن ترفض أي خروج عن النص من قبل اللاعبين والمسؤولين والجماهير، وعليها أن تغلق الأبواب سريعا بفرض أشد العقوبات قبل تضليل وتأجيج الرأي العام... فكرة القدم مهما كبرت وصنعت وغيرت في الشعوب.. ستظل في نهاية الأمر مجرد لعبة.. ولنا وللاعبين في نجومية الشلهوب وأخلاقه وهدوءه.. عبرة عظيمة.
لا أشك للحظة أن أمام الأمير نواف بن فيصل عمل شاق في الاتحاد السعودي من أجل أن يستعيد أمجاد وبطولات حققنا معظمها في عصر ما قبل الاحتراف.. وبداية هذا العمل برأيي.. يجب أن تكون من خلال إتباع سياسة الانضباط التي يطبقها رئيس الإتحاد الأوروبي بلاتيني في كثير من الأحداث والقضايا الساخنة بالقارة العجوز.
فعندما أثارت جماهير فينورد الشغب والهتافات العنصرية، أستبعد الفريق مباشرة من الأدوار النهائية في كأس الإتحاد الأوروبي... وعندما عمت الفوضى الميركاتو الأوروبي قضى عليها بقوانين سيشيب لها شعر أبراموفيتش ورؤساء آخرين.. وهو نفسه الذي عاقب مورينيو وهدد صربيا بالشطب... فماذا عنا نحن؟ أليس من المخجل أن نسمع بتلك القرارات الصارمة.. في الوقت الذي تشوهت فيه رياضتنا بتجاوزات لاعبين ورؤساء وجماهير.. دون أن نرى قرارا واحدا يردعهم وينتصر لأخلاق ديننا وأخلاق الرياضة...
أرجو أن تنتهي كل تلك الصراعات والتجاوزات، بتدخل مباشر من الأمير نواف بن فيصل.. على الأقل، لتتاح الفرصة لنا ولكم وللملايين من أجل بناء شيء من الأحلام وشيء من التطلعات.. لتحقيق مجد كروي رياضي قادم.. يرفع فيه اسم بلاد الحرمين وعلمها الخفاق.. في لحظة سعادة وفخر.