من أراد أن يشجع منتخب وطنه، فهو ليس بحاجة إلى دعوة أو تذكير، كما أنه مطالب بأن يدفع من أجل دعم هذا المنتخب وليست هناك ذريعة أو حجة لدى أي شخص تمنعه من الوقوف خلف اللاعبين الذين يمثلون الوطن، وما شاهدناه خلال كأس أمم آسيا في قطر والزحف الجماهيري الرهيب دليل كافٍ على أنه إذا تلاقت الرغبة مع الواجب، فلا توجد عوائق تمنع أي مشجع من مساندة المنتخب. وأمس الأول بدأ منتخبنا الأولمبي مشواره الصعب في الطريق إلى لندن صيف العام القادم عندما تقام دورة الألعاب الأولمبية في عاصمة الضباب، وهو الحدث الرياضي الوحيد الذي لم تشارك فيه كرة الإمارات على مر تاريخها، وبدأ منتخب الأمل الحملة بفوز عريض على سريلانكا بسبعة أهداف مقابل هدف وفتح شهية الشارع الرياضي الذي ينظر إلى هذا الفريق بالكثير من التفاؤل والاقتناع. ولكن على الرغم من كل الكلام الذي قيل ويقال في حق هذا الفريق وهذه التشكيلة المدهشة من اللاعبين، إلا أن البداية لم تكن مشجعة على الإطلاق في مسألة الحضور الجماهيري، على الرغم من أن القائمين على اتحاد الكرة راهنوا على هذه النقطة من خلال اختيار ملعب بني ياس في الشامخة، خصوصاً أنه يقع في منطقة تحظى بكثافة سكانية والوصول إليه سهل من مختلف مناطق الدولة. كنا ننتظر أن تمتلئ مدرجات الملعب بالجماهير التي تنظر إلى هذا الفريق بعين الأمل، وأنه الفريق الذي أسعدها كثيراً وأهدى لها الفرحة في السابق، ولكنها بخلت عليه في ذلك المساء وعجزت عن رد الجميل. أرفض مبدأ دعوة الجماهير كما أرفض كل المبادرات التي يطلقها البعض بشراء التذاكر أو جعلها بالمجان، فمن أراد أن يقف خلف المنتخب، فعليه أن يحضر من تلقاء نفسه وليدفع من حر ماله، وعندما نقدم كل هذه المبادرات نبدو وكأننا “نشحذ” ولاء هذه الجماهير لمنتخب بلادها، وهذا لا يحل المشكلة، بل سيكون سبباً في تشعبها واستفحالها. من أراد أن يقف خلف منتخب الأمل، فهو هناك سيظهر في الغد على ملعب بني ياس في الشامخة، وإذا كان هدف الجميع هو الوصول إلى أولمبياد لندن 2012، فمن المفترض أن يقوم كل منا بدوره ومثلما نطالب اللاعبين بالنتائج والانتصار، فمن المفترض أن يقوم الجمهور بدوره ويقف خلف اللاعبين في ملعب النار. رسالة إلى جماهير الإمارات: على الرغم من الفوز الرائع والأهداف السبعة، ولكن دعونا نعترف أن البداية لم تكن مشجعة.