سيبقى نادي ارسنال مقتنعا إلى الأبد بأن طرد مهاجمه الهولندي روبن فان بيرسي كلفه الخسارة أمام برشلونة لكن الحقيقة أن الفريق غلبه الحماس وهو يتسبب بنفسه في هزيمته وخروجه من دوري أبطال اوروبا لكرة القدم. وصعد الفوز 3-1 في استاد نوكامب ببرشلونة لدور الثمانية بعدما تفوق على ضيفه 4-3 في مجموع المباراتين لكن الواقع أنهم كانوا الأفضل في كل شيء وخاصة التمرير والاستحواذ على الكرة وهو الشيء الذي يتفاخر به ارسنال دائما كأساس لطريقة لعبه. وتقدم الإحصاءات حقيقة ما حدث في المباراة حيث استحوذ ارسنال على الكرة بنسبة 70 بالمئة ومرر الكرة 738 مرة مقابل 199 مرة لارسنال. وكانت للفريق الاسباني 19 محاولة على المرمى حيث كان مانويل المونيا الحارس الاسباني البديل لارسنال أفضل لاعبي فريقه. ولم تكن لارسنال ولو محاولة واحدة على المرمى إلا لو اعتبرنا أن تسديدة فان بيرسي بعد احتساب تسلل ضده - والتي أصبحت محل جدل كبير لتسببها في طرده بعد ذلك - فرصة حقيقية. ولمس لاعبو ارسنال الكرة مرتين داخل منطقة جزاء برشلونة وكانت إحداهما قبل نهاية المباراة إحدى المرات النادرة التي واجه فيها دفاع صاحب الأرض أي خطورة. وقال بيب جوارديولا مدرب برشلونة الذي تابع فريقه المذهل يستحوذ على الكرة ويصنع الفرص الخطيرة الواحدة تلو الأخرى "الحقيقة أنهم لم يمرروا الكرة ثلاث مرات متتالية." لكن ارسنال قدم لبرشلونة كل المساعدة الممكنة. ولم يبد سيسك فابريجاس قائد ارسنال - والذي رغب بشدة في اللعب ضد فريقه السابق وربما المقبل بعد غيابه عن لقائهما في إياب دور الثمانية في الموسم الماضي - غير لائق للمشاركة. وبدا فابريجاس الذي بدا أنه يحاول حماية نفسه من تفاقم إصابة في عضلات الركبة الخلفية غائبا عن اللعب لفترات طويلة باستثناء تمريرة بالكعب على حافة منطقة جزاء. وللأسف كانت هذه التمريرة خارج منطقة جزاء فريقه قبل لحظات من نهاية الشوط الأول وتسببت في الهدف الأول الذي سجله ليونيل ميسي. وقال فابريجاس بصفحته في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت "أتحمل اللوم الكامل عن هذه النتيجة. إنها واحدة من أسوأ اللحظات في حياتي. أنا أعتذر." لكن يمكن اتهام الفرنسي ارسين فينجر مدرب ارسنال بالتسبب في الهزيمة أيضا بسبب طريقة اللعب السلبية. وأشرك برشلونة لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس والظهير الأيسر ايريك ابيدال في قلب الدفاع لتغطية غياب عدد من اللاعبين الأساسيين. وجاء الهدف الوحيد لارسنال برأس بوسكيتس حين ارتقى ثلاثة من لاعبي برشلونة لتشتيت كرة من ركلة ركنية وهو أمر كان يجب أن يلفت انتباه ارسنال بأن منافسه الذي يعد أفضل فريق في العالم فيه الكثير من الثغرات. لكن وحتى مع وجود فان بيرسي في أرض الملعب فإن ارسنال فشل في الضغط على منافسه. وثار اللاعب الهولندي لطرده والذي بدا فيه قدر من القسوة رغم أنه سمع الصافرة لكنه وضع نفسه في موقف صعب أصلا حين حصل على إنذار أول بسبب مخالفة غير ضرورية ضد دانييل الفيس. وكان من الممكن أن ينهي ارسنال المباراة بتسعة لاعبين بعد أن نجا لوران كوسيلني من إنذار ثان بسبب مخالفة ضد بيدرو احتسبت على إثرها ركلة جزاء سجل منها ميسي هدفا.