تحصل رابطة المحترفين على 50 مليون درهم سنوياً من “اتصالات” التي ترعى مسابقتي الرابطة مقابل الحصول على حقوق الاسم، وهذا المبلغ الذي يعتبره البعض ضخماً هو في حقيقة الأمر رقم زهيد من أرباح اتصالات التي بلغت 7,6 مليار درهم عن العام الماضي “اللهم لا حسد”، ومع ذلك فهو واجب وطني تشكر عليه في إطار التزامها ورد بعض الدين لمختلف شرائح المجتمع التي تسهم كل يوم في زيادة أرباحها، وهناك بعض الشركات التي تسهم في رعاية الأنشطة الرياضية ولا تنتظر من وراء هذه المساهمة أي فائدة أو مردود.
كما أن بعض الشركات تتطوع برعاية الأحداث من أجل التفاخر والتباهي وكسب الود، وهذه الشركات تنفق الأموال وترعى الأحداث التي تجمل صورة رؤساء وأعضاء مجالس إداراتها وتضعهم في الواجهة بغرض الشهرة والحصول على المكاسب غير المباشرة، ومعرفة هذه الشركات يكون بالتدقيق في بعض الأحداث يمكن ببساطة معرفة سر الكرم الزائد لهذه الشركات، في حين تلتزم بالصمت ولا تتكلم في أماكن أخرى تكون أكثر جاذبية وأشد حاجة للرعاية والدعم.
أما بعض الشركات فهي كعين عذاري تسقي الغريب وتنسى القريب، فقد “غسلت أياديها” بالماء والصابون من الداخل وترمي له بالفتات ونشاهدها في الخارج تدفع بلا حساب وبكل فخر تعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
هذه الأصناف موجودة وهي تمثل البعض ولكن ماذا عن البقية أو ماذا عن الأكثرية؟ ونحن نرى الكثير من الشركات ونقرأ عنها في ملاحقنا الاقتصادية ونشاهد وجوه رؤساء وأعضاء مجالس إداراتها على شاشات التلفزيون وهم يتشدقون بالأرباح الخيالية التي يحققونها على الرغم من الأزمة المالية التي نسمع عنها، ومع ذلك لا نشاهد شيئاً من هذه الأرباح مسخراً لخدمة المجتمع.
ولا مانع أن تستغل الكثير من الشركات كل ما يوفره لهم هذا الوطن من إمكانات وتسهيلات ومجتمع خالٍ من الضرائب، ويظهر المانع عندما يتم مطالبتها بتقديم جزء من أرباحها لرعاية الأنشطة الشبابية والحركة الرياضية رغم أن هذا الأمر ليس منة أو تفضلاً منها بقدر ما هو واجب ورد دين.
تئن الاتحادات الرياضية والأندية من ضيق الحال ولا تجد لأنينها صدى لدى شركاتنا التي تعيش مع مجتمعنا علاقة حب من طرف واحد فهي لا تبالي بحاجته بل تركز على جيبه، وتسعى للاستفادة من أي فرصة لزيادة مداخيلها لكي يظهر مسؤولوها في بداية كل عام فيتباهون على الملأ بأرقام فلكية وأرباح خيالية، أليس هذا هو منتهى الأنانية؟.